فكيف يبصرون حينئذ وقد طمسنا أعينهم
وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (٦٧)
﴿ولو نشاء لمسخناهم﴾ وَلَوْ نَشَآءُ لمسخناهم قردة أو خنازير أو حجارة ﴿على مكانتهم﴾ على مكاناتهم أبو بكر وحماد والمكانة والمكان واحد كالمقامة والمقام أي لمسخناهم في منازلهم حيث يجترحون المآثم ﴿فَمَا استطاعوا مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ﴾ فلم يقدروا على ذهاب ولا مجيء أو مضياً أمامهم ولا يرجعون
يس (٧١ - ٦٨
خلفهم
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)
﴿وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ﴾ عاصم وحمزة والتنكيس جعل الشيء أعلاه أسفله الباقون نَنْكُسه ﴿فِى الخلق﴾ أي نقلبه فيه بمعنى من أطلنا عمره نكسنا خلقه فصار بدل القوة ضعفاً وبدل الشباب هرماً وذلك أنا خلقناه على ضعف في جسده وخلو من عقل وعلم ثم جعلناه يتزايد إلى أن يبلغ أشده ويستكمل قوله ويعقل ويعلم ماله وما عليه فإذا انتهى نكسناه في الخلق فجعلناه يتناقص حتى يرجع إلى حال شبيهة يحال الصبي في ضعف جسده وقلة عقله وخلوه من العلم كما ينكس السهم فيجعل أعلاه أسفله قال عز وجل وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العمر لِكَيْلاَ يعلم من بعد علم شيئا ﴿أَفَلاَ يَعْقِلُونَ﴾ أن من قدر على أن ينقلهم من الشباب إلى الهرم ومن القوة إلى الضعف ومن رجاحة العقل إلى الخرف وقلة التمييز قادر على أن يطمس على أعينهم ويمسخهم على مكانتهم ويبعثهم بعد الموت وبالتاء مدني ويعقوب وسهل
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩)
وكانوا يقولون لرسول الله ﷺ شاعر فنزل ﴿وَمَا علمناه الشعر﴾ أي وما علمنا النبي عليه السلام قول الشعراء أو وما علمناه بتعليم القرآن الشعر على معنى أن القرآن ليس بشعر فهو كلام موزون مقفى يدل على معنى فأين الوزن وأين التقفية فلا مناسبة بينه وبين الشعر إذا حققته ﴿وما ينبغي له﴾ ومايصح له ولا يليق بحاله ولا يتطلب لو طلبه


الصفحة التالية
Icon