ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢)
﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ﴾ أي ذلكم الذي أنتم فيه وأن لا سبيل لكم إلى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وإيمانكم بالإشراك به ﴿فالحكم للَّهِ﴾ حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد ﴿العلى﴾ شأنه فلا يرد قضاؤه ﴿الكبير﴾ العظيم سلطانه فلا يحد جزاؤه وقيل كان الحرورية اخذوا قولهم حكم إلا لله من هذا وقال قتادة لما خرج اهل حروراء قال علي رضى الله عنه من هؤلاء قيل المحكمون أي يقولون لا حكم الا لله فقال علي رضى الله عنه كلمة حق أريد بها باطل
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (١٣)
﴿هو الذي يريكم آياته﴾ من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها ﴿وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء﴾ وبالتخفيف مكي وبصري ﴿رِزْقاً﴾ مطراً لأنه سبب الرزق ﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ﴾ وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلا من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله فإن المعاند لا يتذكر ولا يتعظ ثم قال للمنيبين
فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (١٤)
﴿فادعوا الله﴾ فاعبدوه ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدين﴾ من الشرك ﴿وَلَوْ كَرِهَ الكافرون﴾ وإن غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥)
﴿رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح﴾ ثلاثة أخبار لقوله هو مرتبة على قوله الذى يريكم أو أخبار مبتدأ محذوف ومعنى رفيع الدرجات رافع السموات بعضها فوق بعض أو رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة أو رافع منازلهم في الجنة وذو العرش مالك عرشه الذي فوق السموات خلقه مطافا للملائكة اظهار لعظمته مع استغنائه في مملكته


الصفحة التالية
Icon