والروح جبريل عليه السلام أو الوحي الذي تحيا به القلوب ﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾ من أجل أمره أو بأمره ﴿على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ﴾ أي الله أو الملقى عليه وهو النبي عليه السلام ويدل عليه قراءة يعقوب لّتُنذِرَ ﴿يَوْمَ التلاق﴾ يوم القيامة لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض والأولون والآخرون التلاقي مكى ويعقوب
يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦)
﴿يَوْمَ هُم بارزون﴾ ظاهرون لا يسترهم شيء من جبل أو أكمة أو بناء ﴿لاَ يخفى عَلَى الله مِنْهُمْ شَىْءٌ﴾ أي من اعمالهم واحوالهم ﴿لمن الملك اليوم﴾
غافر (٢١ - ١٧)
أي يقول الله تعالى ذلك حين لا أحد يجيبه ثم يجيب نفسه بقوله ﴿للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ﴾ أي الذي قهر الخلق بالموت وينتصب اليوم بمدلول لمن اى لمن يثبت الملك في هذا اليوم وقيل ينادي منادٍ فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٧)
﴿اليوم تجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليوم إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب﴾ لما قرر أن الملك لله وحده في ذلك اليوم عدد نتائج ذلك وهي أن كل نفس تجزى بما كسبت عملت في الدنيا من خير وشر وأن الظلم مأمون منه لأنه ليس بظلام للعبيد وأن الحساب لا يبطيء لأنه لا يشغله حساب عن حساب فيحاسب الخلق كله في وقت واحد وهو اسرع الحاسبين
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨)
﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزفة﴾ أي القيامة سميت بها لأزوفها أي لقربها ويبدل من يوم الآزفة ﴿إِذِ القلوب لَدَى الحناجر﴾ أي التراقي يعني ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ولا ترجع إلى مواضعها فيتنفسوا ويتروّحوا ﴿كاظمين﴾ ممسكين بحناجرهم من كظم القربة شد رأسها وهو حال من القلوب محمول على اصحابها وانما جمع الكاظم جمع السلامة لأنه وصفها بالكظم الذي هو من أفعال العقلاء ﴿مَا للظالمين﴾