الكافرين ﴿مِنْ حَمِيمٍ﴾ محب مشفق ﴿وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ أي يشفع وهو مجاز عن الطاعة لأن الطاعة حقيقة لا تكون إلا لمن فوقك والمراد نفي الشفاعة والطاعة كما في قوله ولا ترى الضب بها ينجحر يريد به نفي الضب وانجحاره وإن احتمل اللفظ انتفاء الطاعة دون الشفاعة فعن الحسن والله ما يكون لهم شفيع البتة
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)
﴿يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين﴾ مصدر بمعنى الخيانة كالعافية بمعنى المعافاة والمراد استراق النظر إلى ما يحل ﴿وَمَا تُخْفِى الصدور﴾ وما تسره من أمانة وخيانة وقيل هو أن ينظر إلى أجنبية بشهوة مسارقة ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته والله يعلم ذلك كله ويعلم خائنة الأعين خبر من أخبار هو في قوله هُوَ الذي يريكم اياته مثل يُلْقِى الروح ولكن يلقي الروح قد علل بقوله لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق ثم استطرد ذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ فبعد لذلك عن أخواته
وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠)
﴿والله يَقْضِى بالحق﴾ أي والذي هذه صفاته لا يحكم إلا بالعدل ﴿والذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَىْءٍ﴾ وآلهتهم لا يقضون بشيء وهذا تهكم بهم لأن ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضي أو لا يقضي تَدْعُونَ نافع ﴿إِنَّ الله هُوَ السميع البصير﴾ تقرير لقوله يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين وَمَا تُخْفِى الصدور ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون وأنه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دونه وأنها لا تسمع ولا تبصر