اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (١٩)
﴿الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ في إيصال المنافع وصرف البلاء من وجه يلطف إدراكه وهو بر بليغ البر بهم قد توصل بره إلى جميعهم وقيل هو من لطف بالغوامض علمه وعظم عن الجرائم حلمه أو من ينشر المناقب ويستر المثالب أو يعفو عمن يهفو أو يعطي العبد فوق الكفاية ويكلفه الطاعة دون الطاعة وعن الجنيد لطف بأوليائه فعرفوه ولو لطف بأعدائه ما جحدوه ﴿يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ﴾ أي يوسع رزق من يشاء إذا علم مصلحته فيه في الحديث إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك ﴿وَهُوَ القوى﴾ الباهر القدرة الغالب على كل شيء ﴿العزيز﴾ المنيع الذي لا يغلب
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (٢٠)
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة﴾ سمى ما يعمله العامل مما يبتغي به الفائدة حرثاً مجازاً ﴿نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ﴾ بالتوفيق في عمله أو التضعيف في إحسانه أو بأن ينال به الدنيا والآخرة ﴿وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا﴾ أي من كان عمله للدنيا ولم يؤمن بالآخرة ﴿نُؤْتِهِ مِنْهَا﴾ أي شيئاً منها لأن من للتبعيض وهو رزقه الذي قسم له لا ما يريد ويبتغيه ﴿وَمَا لَهُ فِى الآخرة مِن نَّصِيبٍ﴾ وماله نصيب قط في الآخرة وله في الدنيا نصيب ولم يذكر في عامل الآخرة أن رزقه المقسوم يصل إليه للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢١)
﴿أم لهم شركاء﴾ قيل هي أم المنقطعة وتقديره بل ألهم شركاء وقيل هي المعادلة لألف الاستفهام وفي الكلام إضمار تقديره أيقبلون ما شرع الله من الدين أم لهم آلهة ﴿شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله﴾