وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤)
﴿واترك البحر رَهْواً﴾ ساكناً أراد موسى عليه السلام لما جاوز البحر أن يضربه بعصاه فينطبق فأمر بأن يتركه ساكناً على هيئته قاراً على حاله من انتصاب الماء وكون الطريق ببسالا يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئاً ليدخله القبط فإذا حصلوا فيه أطبقه الله عليهم وقيل الرهو الفجوة الواسعة أي اتركه مفتوحاً على حاله منفرجاً ﴿إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ﴾ بعد خروجكم من البحر وقرىء بالفتح أي لأنهم
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦)
﴿كم﴾ عبارة عن الكثرة منصوب بقوله ﴿كم تَرَكُواْ مِن جنات وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ عبارة عن الكثرة منصوب بقوله ﴿تَرَكُواْ مِن جنات وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ هو ما كان لهم من المنازل الحسنة وقيل المنابر
وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧)
﴿وَنَعْمَةٍ﴾ تنعم ﴿كَانُواْ فِيهَا فاكهين﴾ متنعمين
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (٢٨)
﴿كذلك﴾ أي الأمر كذلك فالكاف في موضع الرفع لى أنه خبر مبتدأ مضمر ﴿وأورثناها قوما آخرين﴾ ليسوا منهم في شيء من قرابة ولا دين ولاء وهم بنو إسرائيل
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩)
﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السمآء والأرض﴾ لأنهم ماتوا كفاراً والمؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض فيبكي على المؤمن من الأرض مصلاه ومن السماء مصعد عمله وعن الحسن أهل السماء والأرض ﴿وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ﴾ أي لم ينظروا إلى وقت آخر ولم يمهلوا
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (٣٠)
﴿ولقد نجينا بني إسرائيل مِنَ العذاب المهين﴾ أي الاستخدام والاستعباد وقتل الأولاد
مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١)
﴿مِن فِرْعَوْنَ﴾ بدل من العذاب المهين بإعادة الجار كأنه نفسه كان عذابا مهينا لأفراط في تعذبيهم وإهانتهم أو خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من فرعون ﴿إِنَّهُ كَانَ عَالِياً﴾ متكبراً ﴿مِّنَ المسرفين﴾ خبر ثانٍ أي كان متكبراً مسرفاً


الصفحة التالية
Icon