قرين هذا أي الذي وكلت به ﴿مَا لَدَىَّ عتيد﴾ هذا مبتدأوما فكرة بمعنى شيء والظرف بعده وصف له وكذلك عيد وما وصفتها خبر هذا والتقدير هذا شيء ثابت
لديّ عتيد ثم يقول الله تعالى
أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤)
﴿أَلْقِيَا﴾ والخطاب للسائق والشهيد أو لمالك وكأن الأصل ألقِ ألقِ فناب ألقيا عن ألق ألق لان الفاعل كالجزء من الفعل فكانت تثنة الفاعل نائبة عن تكرار الفعل وقيل أصله ألقين والألف بدل من النون إجراء للوصل مجرى الوقف دليله قراءة الحسن ألقين ﴿فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ﴾ بالنعم والمنعم ﴿عَنِيدٍ﴾ معاند مجانب للحق معاد لأهله
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥)
﴿مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ﴾ كثير المنع للمال عن حقوقه أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى اهله ﴿معتد﴾ ظالم متخبط للحق ﴿مُرِيبٍ﴾ شاك في الله وفي دينه
الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦)
﴿الذي جعل مع الله إلها آخر﴾ مبتدأ متضمن معنى الشرط خبره ﴿فألقياه فِى العذاب الشديد﴾ أو بدل من كُلَّ كَفَّارٍ فألقياه تكرير للتوكيد ولا يجوز أن يكون صفة لكفار لأن النكرة لا توصف بالموصول
قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٢٧)
﴿قَالَ قرِينُهُ﴾ أي شيطانه الذي قرن به وهو شاهد لمجاهد وإنما أخليت هذه الجملة عن الواو دون الأولى لأن الأولى واجب عطفها للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول أعني مجيء كل نفس مع الملكين وقول قرينه ما قال له واما هذه نهى مستأنفة كما نستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما في مقاولة موسى وفرعون فكأن الكافر قال رب هو أطغاني فقال قرينه ﴿رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ ولكن كَانَ فِى ضلال بَعِيدٍ﴾ أي ما أوقعته في الطغيان ولكنه طغى واختار الضلالة على الهدى
قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨)
﴿قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ﴾ هو استئناف مثل قوله تعالى قَالَ قرِينُهُ كأن قائلاً قال فماذا قال الله فقيل قال لا تختصموا ﴿لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بالوعيد﴾


الصفحة التالية
Icon