﴿مّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ﴾ هو ﴿ساحر أَوْ مَجْنُونٌ﴾ رموهم بالسحر او الجنون لجهلهم
أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣)
﴿أتواصوا به﴾ الضميرللفول أي أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعاً متفقين عليه ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغون﴾ أي لم يتواصوا به لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان والطغيان هو الحامل عليه
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤)
﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ فأعرض عن الذين كررت عليهم الدعوة فلم يجيبوا اعتادا ﴿فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ﴾ فلا لوم عليك في اعراضك بعد ما بلغت الرسالة وبذلت مجهودك في البلاغ والدعوة
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥)
﴿وَذَكِّر﴾ وعظ بالقرآن ﴿فَإِنَّ﴾
﴿الذكرى تَنفَعُ المؤمنين﴾ بأن تزيد في عملهم
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)
﴿وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ العبادة إن حملت على حقيقتها فلا تكون الآية عامة بل المراد بها المؤمنون من الفريقين دليلة لاسياق أعني وَذَكّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين وقراءة ابن عباس رضى الله عنهما وما خلقت الجن والانس من لمؤمنين وهذا لأنه لا يجوز أن يخلق الذين علم منهم أنهم لا يؤمنون للعبادة لأنه إذا خلقهم للعبادة وأراد منهم العبادة فلا بد ان توجد منه فإذا لم يؤمنوا علم أنه خلقهم لجهنم كما قال وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ الجن والإنس وقيل إلا لآمرهم بالعبادة وهو منقول عن على رضى الله عنه وقيل الا ليكونوا عباد الى والوجه أن تحمل العبادة على التوحيد فقد قال ابن عباس رضى الله عنهما كل عبادة في القرآن فهي توحيد والكل يوحدونه في الآخرة لما عرف ان الكفار وكلهم مؤمنون موحدون في الآخرة دليلة قوله ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ والله رَبّنَا ما كُنَّا مشركين نعم قد اشرك البعض في الدنيا لكن مدة الدنيا بالإضافة إلى الأبد أقل من يوم ومن اشترى غلاما وقال ما اششتريته إلا للكتابة كان صادقاً في قوله ما اشتريته إلا


الصفحة التالية
Icon