يتعاطون ويتعاودون هم وجلساؤهم من أقربائهم يتناول هذا الكأس من يد هذا وهذا من يدا هذا ﴿لاَّ لَغْوٌ فِيهَا﴾ في شربها ﴿وَلاَ تَأْثِيمٌ﴾ أي لا يجري بينهم ما يلغي يعنى لا يجرى بينهم باطل ولا مافيه اثم
لو فعله فاعل في دار التكليف من التكذيب والشتم ونحوهما كشاربي خمر الدنيا لأن عقولهم ثابتة فيتكلمون بالحكم والكلام الحسن لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ مكي وبصري
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤)
﴿ويطوف عليهم غلمان لهم﴾ مملو كون لهم مخصوصون بهم ﴿كأنهم﴾ من بياضهم وصافئهم ﴿لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ﴾ في الصدف لأنه رطباً أحسن وأصفى أو مخزون لأنه لا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة في الحديث إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه فيجيبه ألف ببابه لبيك لبيك
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٥)
﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ﴾ يسأل بعضهم بعضاً عن أحواله وأعماله وما استحق به نيل ما عند الله
قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (٢٦)
﴿قَالُواْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ﴾ أي في الدنيا ﴿فِى أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ أرقاء القلوب من خشية الله اوخائفين من نزع الإيمان وفوت الأمان أو من ر الحسنات والاخذ بالسيآت
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧)
﴿فَمَنَّ الله عَلَيْنَا﴾ بالمغفرة والرحمة ﴿ووقانا عَذَابَ السموم﴾ هى الربح الحارة التي تدخل المسام فسميت بها نار جهنم لأنها بهذه الصفة
إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨)
﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ﴾ من قبل لقاء الله تعالى والمصير إليه يعنون في الدنيا ﴿نَدْعُوهُ﴾ نعبده ولا نعبد غيره ونسأله الوقاية ﴿إِنَّهُ هُوَ البر﴾ المحسن ﴿الرّحيم﴾ العظيم الرحمة الذي إذا عبد أثاب وإذا سئل أجاب أَنَّهُ بالفتح مدني وعلي أي بأنه أو لانه
فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (٢٩)
﴿فذكر﴾ فاثبت على تذكر الناس وموعظتهم ﴿فما أنت بنعمة ربك﴾ برحمة ربك وانعامه عليك بالنبوة ورجاحة العقل ﴿بكاهن وَلاَ مَجْنُونٍ﴾ كما