زعموا وهو في موضع الحال والتقدير لست كاهنا ولا مجنونا متلبسا بنعمة ربك
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠)
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ هو ﴿شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون﴾ حوادث الدهر أي ننتظر نوائب الزمان فيهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة وام في أوائل هذه الآي منقطعة بمعنى بل والهمزة
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١)
﴿قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنّى مَعَكُمْ مّنَ المتربصين﴾ أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٣٢)
﴿أَمْ تَأْمُرُهُمْ أحلامهم﴾ عقولهم ﴿بهذا﴾ التناقض في القول وهو قولهم كاهن وشاعر مع قولهم مجنون وكانت قريش يدعون أهل الأحلام والنهي ﴿أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ مجاوزون الحد في العناد مع ظهور رالحق لهم وإسناد الأمر إلى الأحلام مجاز
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٣)
﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ﴾ اختلقه محمد من تلقاء نفسه ﴿بَلِ﴾ رد عليهم أي ليس الأمر كما زعموا ﴿لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ فلكفرهم وعنادهم يرمون بهذه المطاعن مع علمهم ببطلان قولهم وأنه ليس بمتقول لعجز العرب عنه وما محمدا لا واحد
من العرب
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٣٤)
﴿فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ﴾ مختلق ﴿مّثْلِهِ﴾ مثل القرآن ﴿إِن كَانُواْ صادقين﴾ في أن محمداً تقوله من تلفاء نفسه لأنه بلسانهم وهم فصحاء
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥)
﴿أم خُلِقُواْ﴾ أم أحدثوا وقدروا التقدير الذي عليه فطرتهم ﴿مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ﴾ من غير مقدر ﴿أَمْ هُمُ الخالقون﴾ أم هم الذين خلقوا أنفسهم حيث لا يعبدون الخالق وقيل أخلقوا من أجل لا شيء من جزاء ولا حساب أم هم الخالقون فلا يأتمرون
أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦)
﴿أَمْ خَلَقُواْ السماوات والأرض﴾ فلا يعبدون خالقهما


الصفحة التالية
Icon