بالمواعظ الشافية وصرفنا فيه من لاوعد ولاوعيد ﴿فهل من مدكر﴾ متظ يتعظ وقيل ولق سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه فهل من طالب لحفظه ليعان عليه يروى أن كتب أهل الأديان نحو التوراة والإنجيل والزبور لا يتلوها اهلها الا نظروا ولا يحفظونها ظاهراً كالقرآن
كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨)
﴿كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ﴾ أي وانذار اتى لهم بالعذاب قبل نزوله او وانذار انى في تعذيبهم لمن بعدهم
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩)
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً﴾ باردة أو شديدة الصوت ﴿فِى يَوْمِ نَحْسٍ﴾ شؤم ﴿مُّسْتَمِرٌّ﴾ دائم الشر فقد استمر عليهم حتى أهلكهم وكان في أربعاء في آخر الشهر
تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠)
﴿تَنزِعُ الناس﴾ تقلعهم عن أماكنهم وكانوا يصطفون آخذاً بعضهم بأيدي بعض ويتداخلون في الشعاب ويحفرون الحفر فيندسون فيها فتنزعهم وتكبهم وتدق رقابهم ﴿كأنهم أعجاز نخل منقعر﴾ اصول نخل منقلغ عن مغارسه وشبهوا باعجاز النخل لان لاريح كانت تقطع بؤسهم فتبقى اجسادا بلا رؤس فيتساقطون على الارض امواتا هم جثث طوال كأنهم أعجاز نخل وهي أصولها بلا فروع وذكر صفة نخل على اللفظ ولو حملها على المعنى لأنث كما قال كأنها اعجاز نخل خاوية
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (٢١)
﴿فكيف كان عذابي ونذر﴾
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)
﴿ولقد يسرنا القرآن لِلذّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بالنذر}
فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٢٤)
﴿فَقَالُواْ أَبَشَراً مّنَّا واحدا﴾ انتصب بَشَرًا بفعل يفسره ﴿نَّتَّبِعُهُ﴾ تقديره أنتبع بشراً منا واحداً ﴿إِنَّا إِذاً لَّفِى ضلال وَسُعُرٍ﴾ كأن يقول ان لم تتبعونى كنتم في ظلال عن الحق وسعر ونيران جمع سعير فعكسوا عليه فقالوا ان اتبعناك كنا كما تقول وقيل الضلال الخطأ والبعد عن الصواب والسعر الجنون وقولهم أبشرا انكارا لأن يتبعوا