لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥)
﴿لَّوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حطاما﴾ هشيماً متكسراً قبل إدراكه ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ تعجبون أو تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه أو على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦)
﴿إنا﴾ أي تقولون انا أئتنا أبو بكر ﴿لَمُغْرَمُونَ﴾ لملزمون غرامة ما أنفقنا أو مهلكون لهلاك رزقنا من الغرام وهو الهلاك
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧)
﴿بل نحن﴾ قوم ﴿محرومون﴾ محارفون لا مجدودون لا حظ لنا ولا بخت لنا ولو كنا مجدودين لما جرى علينا هذا
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨)
﴿أفرأيتم الماء الذى تَشْرَبُونَ﴾ أي الماء العذب الصالح للشرب
أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩)
﴿أأنتم أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ المزن﴾ السحاب الأبيض وهو أعذب ماء ﴿أَمْ نَحْنُ المنزلون﴾ بقدرتنا
لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (٧٠)
﴿لَوْ نَشَاء جعلناه أُجَاجاً﴾ ملحاً أو مراً لا يقدر على شربه ﴿فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ﴾ فهلا تشكرون ودخلت اللام على جواب لو في قوله لجلعناه حطاما ونزعت منه هنا لأن لو ما كانت داخلة على جملتين معلقة ثانيهما بالأولى تعلق الجزاء بالشرط ولم تكن مخلصة للشرط كان ولا عاملة مثلها وانما سرى فيه معنى الشرط اتفاقاً من حيث إفادتها في مضمر في جملتيها ان الثاني امتنع لامتناع الاولافتقرت في جوابها إلى ما ينصب علماً على هذا التعلق فزيدت هذه اللام لتكون علماً على ذلك ولما شهر موقعه لم يبال باسقاطه عن اللفظ لعلم على هذا التعلق فزيدت هذه اللام لتكون علماً على ذلك ولما شهر موقعه لم يبال بإسقاطه عن اللفظ لعلم كل أحد به وتساوي حالي حذفه وإثباته على أن تقدم ذكرها والمسافة قصيرة مغنٍ عن ذكرها ثانية ولأن هذه اللام تفيدمعنى التأكيد لا محالة فأدخلت في آية المطعوم دون أية المشروب للدلالة على ان امرالمعلوم مقدم على امرالمشروب وان الوعيد بفقده اشدوا صعب من قبل أن المشروب إنما يحتاج إليه تبعاً للمطعوم ولهذا قدمت آية المطعوم على آية المشروب