وعلى ولعل الله تعالى في آخرالليل اذاانحطت النجوم إلى المغرب أفعالاً مخصوصة عظيمة أو للملائكة عبادات موصوفة أو لأنه قيام المتهجدين ونزول الرحمة والرضوان عليهم
فلذلك أقسم بمواقعها واستعظم ذلك بقوله
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦)
﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ وهو اعتراض في اعتراض لأنه اعترض به بين القسم والمقسم عليه وهو قوله
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧)
﴿إنه لقرآن كَرِيمٌ﴾ حسن مرضي أو نفاع جم المنافع أوكريم على الله واعترض بلو تَعْلَمُونَ بين الموصوف وصفته
فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨)
﴿فِى كتاب﴾ أي اللوح المحفوظ ﴿مَّكْنُونٌ﴾ مصون عن أن يأتيه الباطل أو من غير المقربين من الملائكة لا يطلع عليه من سواهم
لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)
﴿لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ المطهرون﴾ من جميع الأدناس أدناس الذنوب وغيرها إن جعلت الجملة صفة لكتاب مكنون وهو اللوح وان جعلها صفة للقرآن فالمعنى لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس والمراد مس المكتوب منه
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٠)
﴿تَنزِيلَ﴾ صفة رابعة للقرآن أي منزل ﴿مِن رَّبّ العالمين﴾ أو وصف بالمصدر لأنه نزل نجوماً من بين سائر كتب الله فكأنه في نفسه تنزيل ولذلك جرى مجرى بعض أسمائه فقيل جاء في التنزيل كذا ونطق به لتنزيل أو هو تنزيل على حذف المبتدأ
أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١)
﴿أفبهذا الحديث﴾ أي القرآن ﴿أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ﴾ متهاونون به كمن يدهن في بعض الامراى يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاوناً به
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)
﴿وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون﴾ أي تجعلون شكررزقكم التكذيب أي وضعتم التكذيب موضع الشكر وفي قراءة علي رضي وهي