أَخَافُ الله رَبَّ العالمين} أي مثل المنافقين في إغرائهم اليهود على القتال ووعدهم إياهم النصر ثم متاركتهم لهم وإخلافهم كمثل الشيطان إذا استغوى الإنسان بكيده ثم تبرأ منه في العاقبة وقيل المراد استغواؤه قريشاً يوم بدر وقوله لهم لاَ غَالِبَ لَكُمُ اليوم مِنَ الناس وَإِنّي جَارٌ لَّكُمْ إلى قوله إِنّي برئ منكم
فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧)
﴿فكان عاقبتهما﴾
عاقبة الإنسان الكافر والشيطان ﴿أَنَّهُمَا فِى النار خالدين فيها﴾ عاقبتهما خبر كان مقدم وأن مع اسمها وخبرها أي في النار في موضع الرفع على الاسم وخالدين حال ﴿وذلك جزاء الظالمين﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله﴾ في أوامره فلا تخالفوها ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ﴾ نكر النفس تقليلاً للأنفس النواظر فيما قد من للآخرة ﴿مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ يعني يوم القيامة سماه باليوم الذي يلي يومك تقريباً له أو عبر عن الآخرة بالغد كأن الدنيا والآخرة نهار أن يوم وغد وتنكيره لتعظيم أمره أي انه لا يعرف كنهه لعظمه وعن مالك ابن دينار مكتوب على باب الجنة وجدناه ما عملنا ربحنا ما قدمنا خسرنا ما خلفنا ﴿واتقوا الله﴾ كرر الأمر بالتقوى تأكيدا واتقوا الله أداء الواجبات لأنه قرن بما هو عمل واتقوا الله في ترك المعاصي لأنه قرن بما يجري مجرى الوعيد وهو ﴿إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ وفيه تحريض على المراقبة لأن من علم وقت فعله أن الله مطلع على ما يرتكب من الذنوب يمتنع عنه
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (١٩)
﴿ولا تكونوا كالذين نسوا الله﴾ تركوك ذكر الله عز وجل وما أمرهم به


الصفحة التالية
Icon