﴿فَسَتُرْضِعُ لَهُ أخرى﴾ ولا تعود مرضعة غير الأم ترضعه وفيه طرف من معاتبة الأم على المعاشرة وقوله لَهُ أي للأب أي سيجد الأب غير معاشرة ترضع له ولده إن عاسرته أمه
لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (٧)
﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله﴾ أي لينفق كل واحد من الموسر والمعسر ما بلغه وسعه يريد ما أمر به من الإنفاق على المطلقات والمرضعات ومعنى قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ضيق أي رزقه الله على قدر قوته ﴿لاَ يُكَلّفُ الله نَفْسًا إلا ما آتاها﴾ أعطاها من الرزق ﴿سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً﴾ بعد ضيق في المعيشة سعة وهذا وعد لذي العسر باليسر
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (٨)
﴿وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ﴾ من أهل قرية ﴿عَتَتْ﴾ أي عصت ﴿عَنْ أَمْرِ رَبّهَا وَرُسُلِهِ﴾ أعرضت عنه على وجه العتو والعناد ﴿فحاسبناها حِسَاباً شَدِيداً﴾ بالاستقصاء والمناقشة ﴿وعذبناها عَذَاباً نُّكْراً﴾ نُّكْراً مدني وأبو بكر منكراً عظيماً
فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (٩)
﴿فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عاقبة أَمْرِهَا خُسْراً﴾ أي خساراً وهلاكاً والمراد حساب الآخرة وعذابها وما يذقون فيها من الوبال ويلقون من الخسر وجئ به على الفظ الماضي لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملقى في الحقيقة وما هو كائن فكأن قد
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠)
﴿أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً﴾ تكرير للوعيد وبيان لكونه مترقباً كأنه قال أعد الله لهم هذا العذاب ﴿فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا﴾ فليكن لكم ذلك يا أولي الألباب من المؤمنين لطفاً في تقوى الله وحذر عقابه ويجوز أن يراد إحصاء السيئات واستقصاؤها عليهم في الدنيا وإثباتها في صحائف الحفظة وما أصيبوا به من العذاب في العاجل وأن يكون عَتَتْ وما عطف عليه صفة للقرية وأعد الله لهم جوابا لكأين {قَدْ أَنزَلَ الله


الصفحة التالية
Icon