الملائكة والدعوات ﴿وَهُوَ الرحيم﴾ بإنزال ما يحتاجون إليه ﴿الغفور﴾ لما يجترءون عليه
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٣)
﴿وَقَالَ الذين كَفَرُواْ﴾ أي منكرو البعث ﴿لاَ تأتينا الساعة﴾ ففى البعث وإنكار المجئ الساعة ﴿قُلْ بلى﴾ أوجب ما بعد النفي بلى على معنى أن ليس الأمر إلا إتيانها ﴿وَرَبّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ﴾ ثم أعيد إيجابه مؤكداً بما هو الغاية في التوكيد والتشديد وهو التوكيد باليمين بالله عز وجل ثم أمد التوكيد القسمى بما اتبع المقسم به من الوصف بقوله ﴿عالم الغيب﴾ لأن عظمة حال المقسم به تؤذن بقوة حال المقسم عليه وبشدة ئباته واستقامته لأنه بمنزلة الاستشهاد على الأمر وكلما كان المستشهد به أرفع منزلة كانت الشهادة أقوى وآكد والمستشهد عليه أثبت أو رسخ ولما كان قيام الساعة من مشاهير الغيوب وأدخلها في الخفية كان الوصف بما يرجع إلى علم الغيب أولى وأحق عالم الغيب مدنى وشامى أى هو عالم الغيب كلام الغيب حمزة وعلي على المبالغة ﴿لاَ يَعْزُبُ عنه﴾ وبكسر الزاى على يقال عزب
سبأ (٧ - ٣)
يعزب ويعزب إذا غاب وبعد ﴿مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ مقدار أصغر نملة ﴿فِى السماوات وَلاَ فِى الأرض وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ﴾ من مثقال ذرة ﴿وَلا أَكْبَرُ﴾ من مثقال ذرة ﴿إِلاَّ فِى كتاب مُّبِينٍ﴾ إلا في اللوح المحفوظ وَلاَ أَصْغَرُ وَلا أَكْبَرُ بالرفع عطف على مثقال ذرة ويكون إلا بمعنى لكن أورفعا بالابتداء والخبر فِى كتاب
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)
واللام فى ﴿ليجزي الذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ﴾ لما قصروا فيه من مدارج الإيمان ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ لما صبروا عليه من مناهج الإحسان متعلق بلتأتينكم تعليلا له