وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥)
﴿والذين سعوا في آياتنا﴾ جاهدوا في رد القرآن ﴿معاجزين﴾ مسابقين ظانين أنهم يفوتوننا مُعَجِزِينَ مكي وأبو عمرو أي مثبطين الناس عن اتباعها وتأملها أو ناسبين الله إلى العجز ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّن رجز أليم﴾ يرفع أَلِيمٌ مكي وحفص ويعقوب صفة لعذاب أي عذاب أليم من سيئ العذاب قال قتادة الرجز سوء العذاب وغيرهم بالجر صفة لرجز
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)
﴿وَيَرَى﴾ في موضع الرفع بالاستئناف أي ويعلم ﴿الذين أُوتُواْ العلم﴾ يعني أصحاب رسول الله صى ل ومن بطأ أعقابهم من أمته أو علماء أهل الكتاب الذين أسلموا كعبد الله بن سلام وأصحابه والمفعول الأول ليرى ﴿الذى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ﴾ يعني القرآن ﴿هو الحق﴾ أى الصدق وهو فضل والحق مفعول ثانٍ أو في موضع النصب معطوف على ليجزى وليعلم أولو العلم عند مجئ الساعة أنه الحق علما لا يزاد غليه في الإيقان ﴿وَيَهْدِى﴾ الله أو الذي أنزل إليك ﴿إلى صِرَاطِ العزيز الحميد﴾ وهو دين الله
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧)
﴿وَقَالَ الذين كَفَرُواْ﴾ وقال قريش بعضهم لبعض ﴿هل ندلكم على رجل﴾ يعنون محمدا ﷺ وإنما نكّروه مع أنه كان مشهوراً علماً في قريش وكان إنباؤه بالبعث شائعاً عندهم تجاهلاً به وبأمره وباب التجاهل في البلاغة وإلى سحرها ﴿يُنَبّئُكُمْ إِذَا مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ أي يحدثكم بأعجوبة من الأعاجيب أنكم تبعثون وتنشؤن خلقاً جديداً بعد أن تكونوا رفاتاً وتراباً ويمزق أجسادكم البلاء كل ممزق أي يفرقكم كل تفريق فالممزق مصدر بمعنى التمزيق والعامل فى إذا مادل عليه أنكم لفى
سبأ (١٠ - ٨)
خَلْقٍ


الصفحة التالية
Icon