وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠)
﴿ولا تطع كل حلاف﴾ عشير الحلف في الحق والباطل وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف ﴿مَّّهِينٍ﴾ حقير في الرأي والتمييز من المهانة وهي القلة والحقارة أو كذاب لأنه حقير عند الناس
هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١)
﴿هَمَّازٍ﴾ عياب طعان مغتاب مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ نقال للحديث من قوم إلى قوم على موجه السعاية والإفساد بينهم والنميم والنميمة السعاية
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢)
﴿مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ﴾ بخيل والخير المال أو مناع أهله
من الخير وهو الإسلام والمراد الوليد بن المغيرة عند الجمهنور وكان يقول لبنيه العشرة من أسلم منكم منعته رفدي ﴿مُعْتَدٍ﴾ مجاوز في الظلم حده ﴿أَثِيمٍ﴾ كثير الآثام
عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)
﴿عتل﴾ غليظ جاف ﴿بعد ذلك﴾ بعد ما عد له من المثالب ﴿زَنِيمٍ﴾ دعي وكان الوليد دعياً في قريش ليس من سنخهم ادعاه أبوه بعد ثمان عشر سنة من مولده وقيل بغت أمه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية والنطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها رُوي أنه دخل على أمه وقال إن محمداً وصفني بعشر صفات وجدت تسعاً فيّ فأما الزنيم فلا علم لي به فإن أخبرتني بحقيقته وإلا ضربت عنقك فقالت إن أباك عنين وخفت أن يموت فيصل ماله إلى غير ولده فدعوت راعياً إلى نفسي فأنت من ذلك الراعي
أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤)
﴿أَن كَانَ ذَا مَالٍ﴾ متعلق بقوله وَلاَ تُطِعِ أي ولا تطعه مع هذه المثالب لأن كان ذا مال أي ليساره وحظه من الدنيا ويجوز أن يتعلق بما بعده أي لأن كان ذا مال ﴿وَبَنِينَ﴾ كذب بآياتنا يدل عليه
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥)
﴿إذا تتلى عليه آياتنا﴾ أي القرآن ﴿قَالَ أساطير الأولين﴾ ولا يعمل فيه قَالَ لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله أأن حمزة وأبو بكر أي ألأن كان ذا مال كذب أأن شامي ويزيد ويعقوب وسهل قالوا لما عاب الوليد النبي ﷺ كاذباً باسم واحد وهو المجنون


الصفحة التالية
Icon