مسمى} وهو وقت وتكم ﴿إِنَّ أَجَلَ الله﴾ أي الموت ﴿إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أي لو كنتم تعلمون ما يحل بكم من الندامة عند انقضاء أجلكم لآمنتم قيل إن الله تعالى قضى مثلاً أن قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة وإن لم يؤمنوا أهلكهم على رأس تسعمائة فقيل لهم آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى أي تبلغوا ألف سنة ثم أخبر أن الألف اذا جاء لا يؤخركما يؤخر هذا الوقت وقيل إنهم كانوا يخافون على أنفسهم الا هلاك من قومهم بإيمانهم وإجابتهم لنوح عليه السلام فكأنه عليه السلام أمّنهم من ذلك ووعدهم أنهم بإيمانهم يبقون إلى الأجل الذي ضرب لهم لو لم يؤمنوا أي أنكم إن أسلمتم إلى أجل مسمى آمنين من عدوكم
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥)
﴿قَالَ رَبّ إِنّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَنَهَاراً﴾ دائبا بلا فتور
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦)
﴿فلم يزدهم دعائي إِلاَّ فِرَاراً﴾ عن طاعتك ونسب ذلك إلى دعائه لحصوله عنده وإن لم يكن الدعاء سبباً للفرار في الحقيقة وهو كقوله وَأَمَّا الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلى رجسهم والقرآن لا يكون سبباً لزيادة الرجس وكان الرجل يذهب بابنه إلى نوح عليه السلام فقول احذر هذا فلا يغرنك فإن أبي قد وصاني به
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (٧)
﴿وإني كلما دعوتهم﴾ إلى الايمان مسامعهم لئلا يسمعوا كلامي ﴿واستغشوا ثِيَابَهُمْ﴾ وتغطوا بثيابهم لئلا يبصروني كراهة النظر إلى وجه من ينصحهم في دين الله ﴿وَأَصَرُّواْ﴾ وأقاموا على كفرهم ﴿واستكبروا استكبارا﴾ وتعظموا عن اجباتي وذكر المصدر دليل على فرط استكبارهم
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (٨)
﴿ثُمَّ إِنّى دَعَوْتُهُمْ جهارا﴾ مصدر في موضع الحال أي مجاهرا أو مصدر دعوتهم كقعد القرفصاء لأن الجهار أحد نوعي الدعاء يعني أظهرت لهم الدعوة في المحافل


الصفحة التالية
Icon