الموصوف وهم المقتصدون في الصلاح غير الكاملين فيه أو أرادوا غير الصالحين ﴿كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً﴾ بيان للقسمة المذكورة أي كنا ذوي مذاهب متفرقة أو أديان مختلفة والقدد حمع قدة وهي القطعة من قددت السير أي قطعته
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (١٢)
﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا﴾ أيقنا ﴿أَن لَّن نُّعْجِزَ الله﴾ لن نفوته ﴿فِى الأرض﴾ حال أي لن نعجزه كائنين في الأرض أينما كنا فيها ﴿وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً﴾ مصدر في موضع الحال أي ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء وهذه صفة الجن وما هم عليه من أحوالهم وعقائدهم
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (١٣)
﴿وأنا لما سمعنا الهدى﴾ القرآن ﴿آمنا به﴾ بالقرآن وبالله ﴿فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ﴾ فهو لا يخاف مبتدأ وخبر ﴿بَخْساً﴾ نقصاً من ثوابه ﴿وَلاَ رَهَقاً﴾ أي ولا ترهقه ذلة من قوله وترهقهم ذل وقوله ولا يرهق وجوههم قتر ولا دلة وفيه دليل على أن العمل ليس من الايمان
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (١٤)
﴿وَأَنَّا مِنَّا المسلمون﴾ المؤمنون ﴿وَمِنَّا القاسطون﴾ الكافرون الجائزون عن طريق الحق قسط جار وأقسط عدل ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ فأولئك تَحَرَّوْاْ رَشَداً﴾ طلبوا هدى التحري طلب الأحرى أي الأولى
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥)
﴿وَأَمَّا القاسطون فَكَانُواْ﴾ في علم الله ﴿لِجَهَنَّمَ حَطَباً﴾ وقوداً وفيه دليل
على أن الجني الكافر يعذب في النار ويتوقف في كيفية ثوابهم
وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (١٦)
﴿وَأَنْ﴾ مخففة من الثقيلة يعني وأنه وهي من جملة الوحي أي أوحى إلى أن الشأن ﴿لَوْ استقاموا﴾ أي القاسطون ﴿عَلَى الطريقة﴾ طريقة الإسلام ﴿لأسقيناهم مَّاءً غَدَقاً﴾ كثيراً والمعنى لوسعنا عليهم الرزق وذكر الماء الغدق لأنه سبب سعة الرزق


الصفحة التالية
Icon