الظفر ﴿إثما﴾ راكبا لما هو آثم داعيا لكل إليه ﴿أَوْ كَفُوراً﴾ فاعلاً لما هو كفر داعياً لك إليه لأنهم إما أن يدعوه إلى مساعدتهم على فعل ما هو إثم أو كفر أو غير إثم ولا كفر فنهى أن يساعدهم على الأولين دون الثالث وقيل الآثم عتبة لانه كان ركابا المآثم والفسوق والكفور الوليد لأنه كان غالبا في الكفر والجحود والظاهر أن المراد كل آثم وكافر أي لا تطع أحدهما وإذا نهي عن طاعة أحدهما لا بعينه فقد نهى عن طاعتهما معاً ومتفرقاً ولو كان بالواو لجاز أن يطيع أحدهما لأن الواو للجميع فيكون منهياً عن طاعتهما معاً لا عن طاعة أحدهما وإذا نهى عن طاعة أحدهما لا بعينه كان عن طاعتهما جميعاً أنهى وقيل أو بمعنى أحدهما وإذا نهي عن طاعة أحدهما لا بعينه كان عن طاعتهما جميعاً أنهى وقيل أو بمعنى ولا أي ولا تطع آثماً ولا كفورا
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٢٥)
﴿واذكر اسم رَبِّكَ﴾ صلِّ له ﴿بُكْرَةً﴾ صلاة الفجر ﴿وأصيلا﴾
﴿ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون﴾
صلاة الظهر والعصر
وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (٢٦)
﴿ومن الليل فاسجد لَهُ﴾ وبعض الليل فصّل صلاة العشاءين ﴿وسبحه ليلا طويلا﴾ أى تهجد له طريق طويلة من الليل ثلثيه أو نصفه أو ثلثه
إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (٢٧)
﴿إِنَّ هَؤُلآء﴾ الكفرة ﴿يُحِبُّونَ العاجلة﴾ يؤثرونها على الآخرة ﴿وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ﴾ قدامهم أو خلف ظهورهم ﴿يَوْماً ثَقِيلاً﴾ شديداً لا يعبئون به وهو يوم القيامة لأن شدائده تثقل على الكفار
نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (٢٨)
﴿نَّحْنُ خلقناهم وَشَدَدْنَا﴾ أحكمنا ﴿أَسْرَهُمْ﴾ خلقهم عن ابن عباس رضي الله عنهما والفراء ﴿وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أمثالهم تَبْدِيلاً﴾ أي إذا شئنا إهلاكهم أهلكناهم وبدلنا أمثالهم في الخلفة ممن يطيع
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٢٩)
﴿إِنَّ هذه﴾ السورة ﴿تَذْكِرَةٌ﴾ عظة ﴿فَمَن شَاءَ اتخذ إلى ربه سبيلا﴾ بالقرب اليه بالطاعة له وأتباع رسوله