وقيا محدوداً ومنتهى معلوماً لوقوع الجزاء أو ميعاداً للثواب والعقاب
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)
﴿يَوْمَ يُنفَخُ﴾ بدل من يَوْمُ الفصل
أو عطف بيان ﴿فِى الصور﴾ في القرن ﴿فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً﴾ حال أي جماعات مختلفة أو أمماً كل أمة مع رسولها
وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩)
﴿وَفُتِحَتِ السماء﴾ خفيف كوفي أي شقت لنزول الملائكة ﴿فَكَانَتْ أبوابا﴾ فصارت ذات أبواب وطرق وفروج وما لها اليوم من فروج
وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (٢٠)
﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ عن وجه الأرض ﴿فَكَانَتْ سَرَاباً﴾ أي هباء تخيّل الشمس أنه ماء
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١)
﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً﴾ طريقاً عليه ممر الخلق فالمؤمن يمر عليها والكافر يدخلها وقيل المرصاد الحد الذي يكون فيه الرصد أي هي حد الطاغين الذين يرصدون فيه للعذاب وهي مآبهم أو هي مرصاد لأهل الجنة ترصدهم الملائكة الذين يستقبلونهم عندها لأن مجازهم عليها
لِلطَّاغِينَ مَآبًا (٢٢)
﴿للطاغين مآبا﴾ للكافرين مرجعا
لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣)
﴿لابثين﴾ ماكثين حال مقدرة من الضمير في في للطاغين حمزة لَّبِثِينَ واللبث أقوى إذ اللابث من وجد منه فلبث وإن قل واللبث من شأنه اللبث والمقام في المكان ﴿فيها﴾ في جهنم ﴿أحقابا﴾ في ظرف جمع حقب وهو لدهر ولم يرد به عدد محصور بل الأبد كلما مضى حقب تبعه آخر إلى غير نهاية ولا يستعمل الحقب والحقبة والحقبة إلا إذا أريد تتابع الأزمنة وتواليها وقيل الحقب ثمانون سنة وسئل بعض العلماء عن هذه الآية فأجاب بعد عشرين سنة لابثين فِيهَا أَحْقَاباً
لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤)
﴿لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً﴾ أي غير ذائقين حال من ضمير لابثين فإذا انقضت هذه الأحقاب الذي عذ بوافيها بمنع البرد والشرب بدلوابأحقاب أخر فيها عذاب آخر وهي أحقاب بعد أحقاب لا انقطاع لها وقيل هو من حقب عامنا إذا قل مطره وخيره وحقب فلان إذا أخطأ الرزق فهو حقب وجمعه