ما صححه الله عليه وأثبته وهو قصده إن الله أعطاه ما أعطاه إكراماً له لاستحقاقه كقوله إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ عندى وإنما أعطاه الله تعالى ابتلاء من غير استحقاق منه ﴿بَل لاَّ تُكْرِمُونَ اليتيم﴾
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (١٨)
﴿وَلاَ تَحَآضُّونَ على طَعَامِ المسكين﴾ أي بل هناك شر من هذا القول وهو أن الله يكرمهم بالغنى فلا يؤدون ما يلزمهم فيه من إكرام اليتيم بالمبرة وحض أهله على طعام المسكين
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (١٩)
﴿وَتَأْكُلُونَ التراث﴾ أي الميراث ﴿أَكْلاً لَّمّاً﴾ ذا لم وهو الجمع بين الحلال والحرام وكانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ويأكلون تراثهم مع تراثهم
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠)
﴿وَتُحِبُّونَ المال﴾ يقال حبه وأحبه بمعنى ﴿حُبّاً جَمّاً﴾ كثيراً شديداً مع الحرص ومنع الحقوق ربى حجازى وأبو عمرو يكومون وَلاَ يحضون وَيَأْكُلُونَ وَّيُحِبُّونَ بصري
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١)
﴿كَلاَّ﴾ ردع لهم عن ذلك وإنكار لفعلهم ثم أتى بالوعيد وذكر تحسرهم على ما فر طوافيه حين لا تنفع الحسرة فقال ﴿إِذَا دُكَّتِ الأرض﴾ إذا زلزلت ﴿دكا دكا﴾ دكا بعددك أي كرر عليها الدك حتى عادت هباء منبئا
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)
﴿وَجَآءَ رَبُّكَ﴾ تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه فإنه واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهببة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصه وعن ابن عباس أمره وقضاؤه ﴿والملك صَفّاً صَفّاً﴾ أي ينزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفاً بعد صف محدقين بالجن والإنس
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (٢٣)
﴿وجيء يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ قيل إنها برزت لأهلها كقوله وبرزت الجسيم للغاوين وقيل هو مجرى على حقيقة ففي الحديث يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان﴾ أي يتعظ ﴿وأنى لَهُ الذكرى﴾ ومن