للعطف
لكان عطفا على عاملين لأن قوله والليل مثلا مجرور بواو القسم واذا يغشى منصوب بالفعل المقدر الذي هو أقسم فلو جعلت الواو فى النهار إِذَا تجلى للعطف لكان النهار معطوفاً على الليل جر أو إِذَا تجلى معطوفاً على إِذَا يغشى نصباً فكان كقولك ان فى الدار زيدا والحجرة عمر او أجيب بأن واو القسم تنزلت منزلة الباء والفعل حتى لم يجز إبراز الفعل معها فصارت كأنها العاملة نصباً وجراً أو صارت كعامل واحد له عملان وكل عامل له عملان يجوز أن يعطف على معموليه بعاطف واحد بالاتفاق نحو ضرب زيد عمراً وبكر خالداً فترفع بالواو وتنصب لقيامها مقام ضرب الذى هو عاملها فكذا هنا
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (٥) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (٦) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧)
وما مصدرية في ﴿والسماء وَمَا بناها والأرض وَمَا طحاها وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ أي وبنائها وطحوها أي بسطها وتسوية خلقها في أحسن صورة عند البعض وليس بالوجه لقوله فألهمها المافية من فساد النظم والوجه أن تكون موصولة وانما أو ثرت على من لإرادة معنى الوصفية كأنه قيل والسماء والقادر العظيم الذي بناها ونفس والحكيم الباهر الحكمة الذي سواها وإنما نكرت النفس لأنه أراد نفساً خاصة من بين النفوس وهي نفس آدم كأنه قال وواحدة من النفوس أو أردا كل نفس والتنكير للتكثير كما في عَلِمَتْ نفس
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)
﴿فألهمها فجورها وتقواها﴾ فأعلمها طاعتها ومعصيتها أى أفهمها أن أحدهما حسن والآخر قبيح
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩)
﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ جواب القسم والتقدير لقد أفلح قال الزجاج صار طول الكلام عوضاً عن اللام وقيل الجواب محذوف وهو الأظهر تقديره ليدمدمن من الله عليهم أي على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله ﷺ كما دمدم على ثمود لأنهم كذبوا صالحاً وأما قد أفلح فكلام تابع لقول فألهمها فجورها وتقواها على سبيل الاستطراد ليس من جواب القسم فى شئ ﴿مَن زكاها﴾ طهرها الله وأصلحها وجعلها زاكية