وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤)
﴿وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحزن﴾ خوف النار أو خوف الموت أو هموم الدنيا ﴿إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ﴾ يغفر الجنايات وإن كثرت ﴿شَكُورٌ﴾ يقبل الطاعات وإن قلت
الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (٣٥)
﴿الذى أَحَلَّنَا دَارَ المقامة﴾ أي الإقامة لا نبرج ولا نقارقها يقال أقمت إقامة ومقاماً ومقامة ﴿مِن فَضْلِهِ﴾ من عطائه وأفضاله لا باستحقاقنا
فاطر (٣٩ - ٣٥)
﴿لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ﴾ تعب ومشقة ﴿وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ إعياء من التعب وفترة وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي لغُوبٌ بفتح اللام وهو شيء يلغب منه أي لا نتكلف عملاً يلغبنا
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦)
﴿والذين كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ﴾ جواب النفي ونصبه بإضمار أن أي لا يقضى عليهم بموت ثانٍ فيستريحوا ﴿وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا﴾ من عذاب نار جهنم كذلك مثل ذلك الجزاء ﴿نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ يجزى كُلَّ كَفُورٍ أبو عمرو
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧)
﴿وهم يصطرخون فيها﴾ يسغيثون فهو يفتعلون من الصراخ وهو الصياح بجهد ومشقة واستعمل في الاستغائة لجهر صوت المستغيث ربنا يقولون بنا ﴿أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صالحا غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ أى أخرجنا من النار ردنا إلا الدنيا نؤمن بدل الكفر ونطع بعد المعصية فيجاوبون بعد قدر عمر الدنيا ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ﴾ يجوز أن يكون ما نكرة موصوفة أي تعميراً يتذكر فيه من تذكر وهو متناول لك عمر تمكن منه المكلف من إصلاح شأنه وإن قصر إلا أن التوبيخ في المتطاول أعظم ثم قيل هو ثمان عشرة سنة وقيل أربعون وقيل ستون سنة وَجَاءكُمُ النذير


الصفحة التالية
Icon