كما نبه عليه البخاري.
﴿يَتَوَكَّلُونَ﴾ : أي يعتمدون عليه والتوكل على الله شعار المؤمنين المتقين قال الله تعالى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ﴾ [الفرقان: ٥٨].
﴿يُقِيمُونَ الصلاة﴾ : أي يؤدونها كاملة مقوّمة تامة الأركان والشروط ولم يقل يؤدون الصلاة أو يصلون لأنه ليس المراد أداء الصلاة فحسب بل المراد الإتيان بها على الوجه الكامل من الاطمئنان والخشوع وأداء الأركان التي أوجبها الله وهذا هو السر في التعبير في كثير من الآيات الكريمة بقوله تعالى: ﴿أَقَامُواْ الصلاة﴾ [الحج: ٤١] أو ﴿وَيُقِيمُونَ الصلاوة﴾ [البقرة: ٣] فافهم رعاك الله.
﴿دَرَجَاتٌ﴾ : أي منازل ومقامات عاليات في الجنة.
﴿وَمَغْفِرَةٌ﴾ : أي تجاوز عن سيئاتهم.
﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ : وهو ما أعدلهم من نعيم الجنة. والعرب يصفون الذي لا قبح فيه ولا ضرر بأنه كريم.
المعنى الإجمالي
يقول الله عَزَّ وَجَلَّ مخاطباً رسوله الكريم: يسألك أصحابك يا محمد عن هذه الغنائم التي غنمتها في أول معركة وقعت بينك وبين المشركين وهي «غنائم بدر» لمن هي؟ وما حكمها؟ وكيف تقسم؟ فقل لهم: هي لله وللرسول يحكم فيها الله عَزَّ وَجَلَّ بحكمه ويقسمها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ على حسب تشريع الله عَزَّ وَجَلَّ، فاتقوا الله ولا تختلفوا ولا تتنازعوا في شأنها، لأن ذلك يوجب سخط الله وغضبه عليكم، ويضعفكم أمام عدوكم، وربما كان اختلافكم سبباً لتحريمها عليكم، كما كانت حراماً على من كان قبلكم.