فيه إشارة إلى (تهوين) أمر الصحبة، وتقليل مدتها لأنها في أيام قلائل، وشيكة الزوال والانقضاء، فلا يصعب على الإنسان تحمّلها.
ولقد أحسن من قال:

دقّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إنّ الحياةَ دقائقٌ وثواني
اللطيفة الخامسة: قوله تعالى: ﴿واتبع سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ في الآية الكريمة إشارة إلى سلوك طريق الصالحين والاقتداء بالسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين. وفسّره بعضهم بأن المراد بقوله تعالى: ﴿وَهْناً على وَهْنٍ﴾ هو أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أي أتّبع سبيله في الإيمان لأن إسلام (سعد) كان بسببه.
والصحيح كما قال الألوسي: أنها عامة تعمُ كل من اتصف بهذا الوصف.
وجوه القراءات
١ - قوله تعالى: ﴿وَهْناً على وَهْنٍ﴾ قراءة الجمهور بسكون الهاء، وقرأ الضحاك وعاصم ﴿وَهْناً على وَهْنٍ﴾ بفتح الهاء فيهما.
٢ - قوله تعالى: ﴿وفصاله فِي عَامَيْنِ﴾ قرأ النخعي والأعمش ﴿وفَصَاله﴾ بفتح الفاء، والجمهور بكسرها، وقرأ الحسن وأبو رجاء ﴿وفَصْله﴾ بفتح الفاء وسكون الصاد من غير ألف.
٣ - قوله تعالى: ﴿يابني أَقِمِ الصلاة﴾ [لقمان: ١٧] قراءة الجمهور بفتح الياء على تقدير ﴿يا بُنَيّا﴾ والاجتزاء بالفتحة عن الألف، وقرأ البزي ﴿يَا بْنِي﴾ بالسكون، وقرأ بعضهم ﴿يا بُنَيِّ﴾ بكسر الياء مع التشديد.


الصفحة التالية
Icon