ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه بدعاً من الرسل، حتى يخاف سنتهم، أو ينقض طربقتهم، فالرسل الكرام قد حكى القرآن الكريم عنهم بقول الله جلّ وعلا: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً... ﴾ [الرعد: ٣٨].
فعلام إذاً يثيرون هذه الزوابع الهوج في حقّ خاتم النبيين عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ؟
ولكن كما يقول القائل:

قد تنكر العين ضوء الشمس من رَمَد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وصدق الله حيث يقول: ﴿فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور﴾ [الحج: ٤٦]
«ردُّ الشبهة»
هناك نقطتان جوهريتان، تدفعان الشبهة عن النبي الكريم، وتلقمان الحجر لكل مقتر أثيم، يجب ألاّ يغفل عنهما، وأن نضعهما نَصْبَ أعيننا حين نتحدث عن أمهات المؤمنين، وعن حكمة تعدّد زوجاته الطاهرات، رضوان الله عليهن أجمعين.
هاتان النقطتان هما:
أولاً: لم يعدّد الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ زوجاته إلا بعد بلوغه سنَّ الشيخوخة أي بعد أن جاوز من العمر الخمسين.
ثاناً: جميع زوجاته الطاهرات ثيبات (أرامل) ما عدا السيدة عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فهي بكر، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوجها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهي في حالة الصبا والبكارة.


الصفحة التالية
Icon