وهو التمام والكمال، وغلب على الدروع فصار كالأبطح قال الشاعر:
عليها أسودٌ ضارباتٌ لبَوسُهم | سوابغُ بيضٌ لا يخرّقُها النبلُ |
﴿وَقَدِّرْ فِي السرد﴾ : أي في النسج، والمراد: اجعله على قدر الحاجة، لا تجعل حِلَق الدرع صغيرة فتنفصم الحَلْقة، ولا واسعة فلا تقي صاحبها السهم والرمح.
قال قتادة: كانت الدروع قبل داود صفائح فكانت ثقالاً، فأُمر بأن يجمع بين الخفّة والحصانة، ويقال لصانع الدروع سرّاد، وزرّاد بإبدال السين بالزاي، والسّرْد: إتباع الشيء بالشيء من جنسه قال الشمّاخ:
فظلّت تِباعاً خيلُنا في بيوتكم | كما تابعت سرْدَ العِنَان الخوارز |
قال القرطبي: وأصل ذلك في سرد الدرع، وهو أن يحكمها ويجعل نظام حلَقها وِلاءً غير مختلف قال لبيد:
صنع الحديدَ مضاعفاً أسرادُه | لينال طولَ العيش غير مروم |