قوله: (وَأُخِذُوا).
وقيل: فيه تقديم إِذْ فَزِعُوا وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَلَا فَوْتَ.
وقوله " فَزِعُوا" الجملة في محل جر بإضافة "إِذْ" إليه. و (أُخِذُوا) جر
بالعطف عليه.
وقرب المكان عبارة عن سهولة الأخذ، وقيل: من تحت
أقدامهم. وقيل من ظهر الأرض. وقيل: أخرجوا من الأرض.
الغريب: ببدر.
العجيب: حكى الكلبي والثعلي وغيرهما أن حذيفة بن اليمان روى
عن النبي - ﷺ -: " أنها نزلت في السفيانية وأنه ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، فبينا هم كذلك إذ خرج عليهم السفيانية من الوادي اليابس في فوره ذلك حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشاً إلى المشرق وجيشاً إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة، فيخرجون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام، فتخرج راية هذا من الكوفة، فيلحق ذلك
الجيش منها على ليلتين، فيقتلونهم، لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في
أيديهم من السبي والغنائم، ويحل جيشه الثاني بالمدينة، فينتهبونها ثلاثة أيام
ولياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عز
وجل جبريل عليه السلام، فيقول: يا جبريل اذهب فأبذْهم، فيضربها برجله
ضربة يخسف الله بهم، فذلك قوله في سورة سبأ (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٥١).
فلا ينقلب منهم إلاَّ رجلان: أحدهما، بشير والآخر نذير، وهما من جهينة، فذلك جاء القول: وعند جهينة الخبر اليقين ".
قوله: (التَّنَاوُشُ).