وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث عَن قَتَادَة قَالَ: كُنَّا عِنْد أنس بن مَالك وَثمّ أَبُو قلَابَة فَحدث أَبُو قلَابَة قَالَ: إِن الله تَعَالَى لما لعن إِبْلِيس سَأَلَهُ النظرة
فأنظره إِلَى يَوْم الدّين فَقَالَ: وَعزَّتك لَا أخرج من قلب ابْن آدم مَا دَامَ فِيهِ الرّوح
قَالَ: وَعِزَّتِي لَا أحجب عَنهُ التَّوْبَة مَا دَامَ فِيهِ الرّوح
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد وَمُسلم وَأَبُو يعلى وَابْن حبَان عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: لَا أخْبركُم إِلَّا مَا سَمِعت من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمعته أذناي ووعاه قلبِي أَن عبدا قتل تِسْعَة وَتِسْعين نفسا ثمَّ عرضت لَهُ التَّوْبَة فَسَأَلَ عَن أعلم أهل الأَرْض فَدلَّ على رجل فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي قتلت تِسْعَة وَتِسْعين نفسا فَهَل لي من تَوْبَة قَالَ بعد قتل تِسْعَة وَتِسْعين نفسا
قَالَ: فانتضى سَيْفه فَقتله فأكمل بِهِ مائَة
ثمَّ عرضت لَهُ التَّوْبَة فَسَأَلَ عَن أعلم أهل الأَرْض فَدلَّ على رجل فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي قتلت مائَة نفس فَهَل لي من تَوْبَة فَقَالَ: وَمن يحول بَيْنك وَبَين التَّوْبَة أخرج من الْقرْيَة الخبيثة الَّتِي أَنْت فِيهَا إِلَى الْقرْيَة الصَّالِحَة قَرْيَة كَذَا وَكَذَا
فاعبد رَبك فِيهَا
فَخرج يُرِيد الْقرْيَة الصَّالِحَة فَعرض لَهُ أَجله فِي الطَّرِيق فاختصم فِيهِ مَلَائِكَة الرَّحْمَة وملائكة الْعَذَاب فَقَالَ إِبْلِيس أَنا أولى بِهِ إِنَّه لم يعصيني سَاعَة قطّ
فَقَالَت الْمَلَائِكَة: إِنَّه خرج تَائِبًا
فَبعث الله ملكا فاختصموا إِلَيْهِ فَقَالَ: انْظُرُوا أَي القريتين كَانَت أقرب إِلَيْهِ فألحقوه بهَا
فَقرب الله مِنْهُ الْقرْيَة الصَّالِحَة وباعد مِنْهُ الْقرْيَة الخبيثة فألحقه بِأَهْل الْقرْيَة الصَّالِحَة
وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه ابْن ماجة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن رجل من الصَّحَابَة: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: مَا مَا إِنْسَان يَتُوب إِلَى الله عز وَجل قبل أَن تغرغر نَفسه فِي شدقه إِلَّا قبل الله تَوْبَته
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ: التَّوْبَة مبسوطة للْعَبد مَا لم يسق
ثمَّ قَرَأَ ﴿وَلَيْسَت التَّوْبَة للَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات حَتَّى إِذا حضر أحدهم الْمَوْت قَالَ إِنِّي تبت الْآن﴾ ثمَّ قَالَ: وَهل الْحُضُور إِلَّا السُّوق


الصفحة التالية
Icon