فأخرجوا فَلَمَّا رأى ذَلِك من بَقِي من الْكفَّار قَالُوا: يَا ليتنا كُنَّا مُسلمين فنخرج كَمَا خَرجُوا ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ﴿الر تِلْكَ آيَات الْكتاب وَقُرْآن مُبين رُبمَا يود الَّذين كفرُوا لَو كَانُوا مُسلمين﴾
وَأخرج اسحق بن رَاهَوَيْه وَابْن حبَان وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه سُئِلَ: هَل سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذِه الْآيَة شَيْئا ﴿رُبمَا يود الَّذين كفرُوا لَو كَانُوا مُسلمين﴾ قَالَ: نعم سمعته يَقُول: يُخْرج الله أُنَاسًا من الْمُؤمنِينَ من النَّار بَعْدَمَا يَأْخُذ نقمته مِنْهُم لما أدخلهم الله النَّار مَعَ الْمُشْركين قَالَ لَهُم الْمُشْركُونَ: ألستم كُنْتُم تَزْعُمُونَ أَنكُمْ أَوْلِيَاء الله فِي الدُّنْيَا فَمَا بالكم مَعنا فِي النَّار فَإِذا سمع الله ذَلِك مِنْهُم أذن فِي الشَّفَاعَة لَهُم فَيشفع الْمَلَائِكَة والنبيون والمؤمنون حَتَّى يخرجُوا بِإِذن الله فاذا رأى الْمُشْركُونَ ذَلِك قَالُوا: يَا ليتنا كُنَّا مثلهم فتدركنا الشَّفَاعَة فنخرج مَعَهم
فَذَلِك قَول الله: ﴿رُبمَا يود الَّذين كفرُوا لَو كَانُوا مُسلمين﴾ قَالَ: فيسمون فِي الْجنَّة الجهنميين من أجل سَواد فِي وُجُوههم فَيَقُولُونَ: يَا رَبنَا أذهب عَنَّا هَذَا الِاسْم فيأمرهم فيغتسلون فِي نهر الْجنَّة فَيذْهب ذَلِك الِاسْم عَنْهُم
وَأخرج هناد بن السّري وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن نَاسا من أهل لَا إِلَه إِلَّا الله يدْخلُونَ النَّار بِذُنُوبِهِمْ فَيَقُول لَهُم أهل اللات والعزى: مَا أغْنى عَنْكُم قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنْتُم مَعنا فِي النَّار فيغضب الله لَهُم فيخرجهم فيلقيهم فِي نهر الْحَيَاة فيبرؤون من حرقهم كَمَا يبرأ الْقَمَر من خسوفه فَيدْخلُونَ الْجنَّة ويسمون فِيهَا الجهنميين
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أول من يَأْذَن الله عز وَجل لَهُ يَوْم الْقِيَامَة فِي الْكَلَام والشفاعة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيُقَال لَهُ: قلْ تسمعْ وسلْ تُعْطَه
قَالَ: فَيَخرُّ سَاجِدا


الصفحة التالية
Icon