ليَأْخُذ مِنْهُم الصَّدقَات وَأَنه لما أَتَاهُم الْخَبَر فرحوا وَخَرجُوا ليتلقوا رَسُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه لما حدث الْوَلِيد أَنهم خَرجُوا يتلقونه رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن بني المصطلق قد مَنَعُونِي الصَّدَقَة
فَغَضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذَلِك غَضبا شَدِيدا فَبَيْنَمَا هُوَ يحدث نَفسه أَن يغزوهم إِذْ أَتَاهُ الْوَفْد فَقَالُوا: يَا رَسُول الله إِنَّا حَدثنَا أَن رَسُولك رَجَعَ من نصف الطَّرِيق وَأَنا خشينا أَن يكون إِنَّمَا رده كتاب جَاءَهُ مِنْك لغضب غضبته علينا فَأنْزل الله ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فاسقٌ بنبإ﴾ الْآيَة
وَأخرج آدم وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُجَاهِد قَالَ: أرسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط إِلَى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدنة فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن بني المصطلق جمعُوا لَك ليقاتلوك فَأنْزل ﴿إِن جَاءَكُم فَاسق بنبإ فَتَبَيَّنُوا﴾
أخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْوَلِيد بن عقبَة إِلَى بني وكيعة وَكَانَت بَينهم شَحْنَاء فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا بلغ بني وكيعة اسْتَقْبلُوهُ لينظروا مَا فِي نَفسه فخشي الْقَوْم فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن بني وكيعة أَرَادوا قَتْلِي ومنعوني الصَّدَقَة
فَلَمَّا بلغ بني وكيعة الَّذِي قَالَ لَهُم الْوَلِيد عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَوا رَسُول الله قَالُوا: يَا رَسُول الله لقد كذب الْوَلِيد وَلَكِن كَانَت بَينه وبيننا شَحْنَاء فَخَشِينَا أَن يكافئنا بِالَّذِي كَانَ بَيْننَا فَأنْزل الله فِي الْوَلِيد ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن جَاءَكُم فَاسق بنبإ فَتَبَيَّنُوا﴾ الْآيَة
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا نَبِي الله إِن بني فلَان - حَيا من أَحيَاء الْعَرَب - وَكَانَ فِي نَفسه عَلَيْهِم شَيْء وَكَانُوا حَدِيثي عهد بالإِسلام قد تركُوا الصَّلَاة وَارْتَدوا وَكَفرُوا بِاللَّه
قَالَ: فَلم يعجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعا خَالِد بن الْوَلِيد فَبَعثه إِلَيْهِم ثمَّ قَالَ: ارمقهم عِنْد الصَّلَاة فَإِن كَانَ الْقَوْم قد تركُوا الصَّلَاة فشأنك بهم وَإِلَّا فَلَا تعجل عَلَيْهِم
قَالَ: فَدَنَا مِنْهُم عِنْد غرُوب الشَّمْس فكمن حَيْثُ يسمع الصَّلَاة فرمقهم فَإِذا هُوَ بالمؤذن قد قَامَ حِين غربت الشَّمْس فَأذن ثمَّ أَقَامَ الصَّلَاة فصلوا الْمغرب فَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد: مَا أَرَاهُم إِلَّا يصلونَ فلعلهم تركُوا غير هَذِه الصَّلَاة ثمَّ كمن حَتَّى إِذا اللَّيْل وَغَابَ الشَّفق أذن مؤذنهم فصلوا
قَالَ: فلعلهم تركُوا صَلَاة أُخْرَى فكمن حَتَّى إِذا كَانَ فِي جَوف اللَّيْل فَتقدم حَتَّى أظل الْخَيل بدورهم فَإِذا الْقَوْم تعلمُوا شَيْئا من الْقُرْآن فهم