أَيْ رُفَقَاءَ، وَقَوْلِهِ: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا [٥ ٦]، أَيْ جُنُبَيْنِ أَوْ أَجْنَابًا، وَقَوْلِهِ: وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [٦٦ ٤]، أَيْ مُظَاهِرُونَ لِدَلَالَةِ السِّيَاقِ فِيهَا كُلِّهَا عَلَى الْجَمْعِ. وَاسْتَدَلَّ سِيبَوَيْهِ لِهَذَا بِقَوْلِهِ: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا [٤ ٤] أَيْ أَنْفُسًا.
وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ وَاللَّفْظُ مُضَافٌ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي [١٥ ٦٨] الْآيَةَ، يَعْنِي أَضْيَافِي، وَقَوْلُهُ: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ الْآيَةَ [٢٤ ٦٣]، أَيْ أَوَامِرِهِ.
وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لِإِطْلَاقِ الْمُفْرَدِ وَإِرَادَةِ الْجَمْعِ قَوْلَ الشَّاعِرِ، وَهُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبَدَةَ التَّمِيمِيُّ:
بِهَا جِيَفُ الْحَسْرَى فَأَمَّا عِظَامُهَا | فَبِيضٌ وَأَمَّا جِلْدُهَا فَصَلِيبُ |
يَعْنِي وَأَمَّا جُلُودُهَا فَصَلِيبَةٌ.
وَأَنْشَدَ لَهُ أَيْضًا قَوْلَ الْآخَرِ:
كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعَفُّوا | فَإِنَّ زَمَانَكُمْ زَمَنٌ خَمِيصٌ |
يَعْنِي فِي بَعْضِ بُطُونِكُمْ.
وَمِنْ شَوَاهِدِهِ قَوْلُ عَقِيلِ بْنِ عُلَّفَةَ الْمُرِّيِّ:
وَكَانَ بَنُو فَزَارَةَ شَرَّ عَمٍّ | وَكُنْتُ لَهُمْ كَشَرِّ بَنِي الْأَخِينَا |
يَعْنِي شَرَّ أَعْمَامٍ، وَقَوْلُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ:
فَقُلْنَا أَسْلِمُوا إِنَّا أَخُوكُمْ | وَقَدْ سَلِمَتْ مِنَ الْإِحَنِ الصُّدُورُ |
يَعْنِي إِنَّا إِخْوَانُكُمْ، وَقَوْلُ الْآخَرِ:
يَا عَاذِلَاتِي لَا تُرِدْنَ مَلَامَةً | إِنَّ الْعَوَاذِلَ لَيْسَ لِي بِأَمِيرِ |
الصفحة التالية