والباحثين كان بها جديرًا.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة الكتاب السامقة في مجال الدراسات القرآنية، فلبى حاجة وسد فراغًا لا يسد مسده سواه.
٤- بين الرافعي ودراز:
تحدث شيخنا وأستاذنا الدكتور/ محمد رجب البيومي -حفظه الله- في كتابيه "البيان القرآني" و"النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين" عن كتاب "إعجاز القرآن" لأديب العربية الأكبر في عصره مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله- وكتاب "النبأ العظيم" للعلامة المجدد الدكتور محمد عبد الله دراز -رحمه الله- حديث الدارس المعجب المقدر لمكانة الرجلين، فقال -أعزه الله- ما نصه: "حين كتب الرافعي كتابه جاء بالروائع النادرة من ناحية التعبير البياني، أما الأفكار التي رصدها فأكثرها قد قيل، وزاد عليها الرافعي بما عرف عنه من براعة النظم البلاغي، ودقة التركيب اللغوي، ولطف التصوير الجمالي، على حين نرى الآفاق قد اتسعت أمام الدكتور دراز مشعة بأنوار مضيئة هي من شمسه الخاصة في مجال هذا الإعجاز"١.
"لقد أصدر الدكتور دراز "النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن الكريم"؛ ليتحدث عن القرآن حديث الفاقه الدارس الألمعي، فجاء كتابه آية الآيات في ميدان الدراسات القرآنية بما ملك من ناصية القول وقوة المنطق وجهارة الدليل، ولئن قال الزعيم الوطني سعد زغلول عن كتاب الرافعي في الإعجاز: "إنه تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم". فما أحرى النبأ العظيم بمثل هذا القول من زعيم كبير٢.

١ النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، ط مجمع البحوث الإسلامية، ج٥، ص١٨٤.
٢ البيان القرآني ص١٩١، ١٩٥، ٢٥٠، ٢٥٨، ط مجمع البحوث الإسلامية.


الصفحة التالية
Icon