يشير إلى أنه قرأ أو أفاد من "التصوير الفني"؛ فليس من الخصائص البيانية التي ذكر، ما يلمح إلى خصيصة "التصوير الفني في القرآن" وهي التي أقام الشيخ سيد قطب كتابه عليها. كما أن الدكتور دراز حيث تحدث عن البناء الصوتي للقرآن لم يقدم تطبيقًا واحدًا على حديثه، بينما أفاض الشيخ سيد قطب في التطبيق لهذا الجانب، ولو قرأه الشيخ لألمح إليه على الأقل١.
يقول أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي:
«وأنا أعرف أن الكاتب الشهيد: سيد قطب -رحمه الله- قد كتب مؤلفه الرائع "التصوير الفني في القرآن" فأتى بمذهب جديد في اكتناه التعبير الفني، لم يسبق إليه سواه، ولكن كتاب "النبأ العظيم" لم يقتصر على التصوير الفني وحده باعتباره الأداة المفضلة للتعبير -كما ذهب الأستاذ سيد قطب- بل نظر إلى القرآن فكرة، وصورة، وتعبيرًا، وجدلًا، وبذلك يكون سالكًا منهجًا غير منهج التصوير الفني، وما من الرجلين إلا له مقام معلوم» ٢.
والمهم أن همَّ الرجلين كان واحدًا؛ وهو الوصول إلى الخصائص العامة للبيان القرآني، وإن ذكر كل واحد منهما غير ما ذكر الآخر، فقد انشغل المرحوم سيد قطب بخصيصة واحدة وهي أن "التصوير الفني قاعدة التعبير القرآني المتبعة في جميع أغراضه حتى التشريع، وهي الخصيصة التي لا يخطئها الباحث في الأجزاء، ثم عكف على معنى التصوير، وأدواته، وألوان التناسق الفني محللًا، ومستشهدًا لما يقول".
بينما أقام الدكتور دراز بحثه على خصائص البناء الصوتي، ثم خصائص البناء
٢ النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، د. محمد رجب البيومي، ج٥، ص١٨٣.