﴿ لِتُنذِرَ قَوْماً ﴾ بما فى القرآن من الوعيد ﴿ مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ ﴾ الأولون ﴿ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ [آية: ٦]﴿ لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ ﴾ لقوله لإبليس:﴿ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾[ص: ٨٥] لقد حق القول لقد وجب العذاب على أكثر أهل مكة ﴿ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ ﴾ [آية: ٧] لا يصدقون بالقرآن.﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴾ [آية: ٨] وذلك أن أبا جهل بن هشام حلف لئن رأى النبى صلى الله عليه وسلم ليدمغنه، فأتاه أبو جهل وهو يصلى ومعه الحجر فرفع الحجر ليدفع النبى صلى الله عليه وسلم فيبست يده والتصق الحجر بيده فلما رجع إلى أصحابه خلصوا يده فسألوه فأخبرهم بأمر الحجر، فقال رجل آخر من بنى المغيرة المخزومى: أنا قتله، فأخذ الحجر، فلما دنا من النبى صلى الله عليه وسلم طمس الله عز وجل على بصره فلم ير النبى صلى الله عليه وسلم وسمع قراءته فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه. فذلك قوله عز وجل: ﴿ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ﴾ حين لم يروا النبى صلى الله عليه وسلم ﴿ ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ﴾ [آية: ٩] حين لم ير أصحابه فسألوه ما صنعت، فقال: لقد سمعت قراءته وما رأيته. فأنزل الله عز وجل فى أبى جهل: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ ﴾ يعنى بالأذقان الحنك فوق الغلصمة، يقول رددنا أيديهم فى أعناقهم فهم مقمحون يعنى أن يجمع يديه إلى عنقه، وأنزل الله عز وجل فى الرجل الآخر: ﴿ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً ﴾ يعنى ظلمة فلم ير النبى صلى الله عليه وسلم ومن خلفهم سداً فلم ير أصحابه، الآية وكان معهم الوليد بن المغيرة.﴿ وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ ﴾ يا محمد ﴿ لاَ يُؤمِنُونَ ﴾ [آية: ١٠] بالقرآن بأنه من الله عز وجل فلم يؤمن أحد من أولئك الرهط من بنى مخزوم.