﴿ قُلِ ٱللَّهُمَّ ﴾ أمر النبى صلى الله عليه وسلم أن يقول: ﴿ فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [آية: ٤٦] ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ يعنى لمشركى مكة يوم القيامة ﴿ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ﴾ يعنى من شدة ﴿ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ ﴾ يعنى وظهر لهم حين بعثوا ﴿ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ ﴾ [آية: ٤٧] فى الدنيا أنه نازل بهم فى الآخرة.﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ ﴾ يعنى وظهر لهم حين بعثوا فى الآخرة الشرك الذى كانوا عليه حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك لقولهم ذلك فى سورة الأنعام﴿ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾[الآية: ٢٣] ﴿ وَحَاقَ بِهِم ﴾ يعنى وجب لهم العذاب بتكذيبهم واستهزائهم بالعذاب أنه غير كائن، فذلك قوله: ﴿ مَّا كَانُواْ بِهِ ﴾ بالعذاب ﴿ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [آية: ٤٨].
﴿ فَإِذَا مَسَّ ﴾ يعنى أصاب ﴿ ٱلإِنسَانَ ﴾ يعنى أبا حذيفة بن المغيرة ﴿ ضُرٌّ ﴾ يعنى بلاء وشدة ﴿ دَعَانَا ﴾ يعنى دعا ربه منيبا يعنى مخلصاً بالتوحيد أن يكشف ما به من الضر ﴿ ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا ﴾ يقول: ثم إذا آتيناه، يعنى أعطيناه الخير ﴿ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ ﴾ يعنى إنما أعطيت الخير ﴿ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾ عندى يقول: على علم عندى، يقول: على علمه الله منى، يقول الله عز وجل: ﴿ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ ﴾ يعنى بل تلك النعمة بلاء ابتلى به ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٤٩] ذلك.﴿ قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ يقول: قد قالها قارون فى القصص قبل أبى حذيفة:﴿ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ ﴾[الآية: ٧٨] يقول: على خير علمه الله عندى يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ ﴾ من العذاب يعنى الخسف ﴿ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [آية: ٥٠].


الصفحة التالية
Icon