﴿ يَغْشَى ٱلنَّاسَ ﴾، يعنى أهل مكة.
﴿ هَـٰذَا ﴾ الجوع.
﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آية: ١١]، يعنى وجيع. ثم إن أبا سفيان بن حرب، وعتبة بن ربيعة، والعاص بن وائل، والمطعم بن عدى، وسهيل بن عمرو، وشيبة بن ربيعة، كلهم من قريش، أتوا النبى صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، استسق لنا، فقالوا: ﴿ رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ ﴾، يعنى الجوع.
﴿ إِنَّا مْؤْمِنُونَ ﴾ [آية: ١٢]، يعنى إنا مصدقون بتوحيد الرب وبالقرآن.﴿ أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ ﴾، يقول: من أين لهم التذكرة، يعنى الجوع الذى أصابهم بمكة.
﴿ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ ﴾، يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم.
﴿ مُّبِينٌ ﴾ [آية: ١٣]، يعنى هو بين أمره، جاءهم بالهدى.﴿ ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ ﴾، يقول: ثم أعرضوا عن محمد صلى الله عليه وسلم إلى الضلالة.
﴿ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴾ [آية: ١٤] قال ذلك عتبة بن أبى معيط: إن محمداً مجنون، وقالوا: إنما يعلمه جبر غلام عامر بن الحضرمى، وقالوا: لئن لم ينته جبر غلام عامر بن الحضرمى، فأوعدوه لنشترينه من سيده، ثم لنصليبنه حتى ينظر هل ينفعه محمداً أو يغنى محمد عنه شيئا.
﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴾، يقول: بل هم من القرآن في شك لاهون، فدعا النبى صلى الله عليه وسلم، فقال:" اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً عاماً، طبقاً مطبقاً، غدقاً ممرعاً مرياً، عاجلاً غير ريث، نافعاً غير ضار "، فكشف الله تعالى عنهم العذاب. فذلك قوله: ﴿ إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ ﴾، يعنى الجوع.
﴿ قَلِيلاً ﴾ إلى يوم بدر.
﴿ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ﴾ [آية: ١٥] إلى الكفر، فعادوا، فانتقم الله منهم ببدر فقتلهم. فذلك قوله: ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ ﴾، يعنى العظمى، فكانت البطشة فى المدينة يوم بدر، أكثر مما أصابهم من الجوع بمكة، فذلك قوله: ﴿ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾ [آية: ١٦] بالقتل، وضرب الملائكة وجوههم، وأدبارهم، وعجل الله أرواحهم إلى النار.


الصفحة التالية
Icon