ثم قال: ﴿ وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ ﴾ [آية: ٢٧] يقول: ما لأصحاب اليمين من الخير، ثم ذكر ما أعد الله لهم من الخير في الآخرة، فقال: ﴿ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ﴾ [آية: ٢٨] يعني الذي لا شوك له كسدر أهل الدنيا ﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴾ [آية: ٢٩] يعني المتراكب بعضه فوق بعض، نظيرها:﴿ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ﴾[ق: ١٠]، يعني المنضود ﴿ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴾ [آية: ٣٠] دائم لا يزول لا شمس فيه كمثل ما يزول الظل في الدنيا ﴿ وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ ﴾ [آية: ٣١] يعني منصباً كثيراً ﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ ﴾ عنهم أبداً هى لهم أبداً في كل حين وساعة ﴿ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾ [آية: ٣٣] يقول: ولا يمنعونها ليست لها خشونة ألين من الزبد وأحلى من العسل.﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ [آية: ٣٤] فوق السرر بعضها فوق بعض على قدر سبعين غرفة من غرف الدنيا ﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ [آية: ٣٥] يعني ما ذكر من الحور العين قبل ذلك، فنعتهن في التقديم يعني نشأ أهل الدنيا العجز الشمط، يقول: خلقهن في الآخرة خلقاً بعد الخلق الأول في الدنيا ﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً ﴾ [آية: ٣٦] يعني شواباً كلهن على ميلاد واحد بنات ثلاث ثلاثين سنة ﴿ عُرُباً أَتْرَاباً ﴾ [آية: ٣٧] يقول: هذا الذي ذكر ﴿ لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ ﴾ [آية: ٤٨].
ثم أخبر عنهم، فقال: ﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ [آية: ٣٩] يعني جمع من الأولين، يعني الأمم الخالية ﴿ وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ ﴾ [آية: ٤٠] يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أمة محمد أكثر أهل الجنة، وهم سابقو الأمم الخالية ومقربوها. حدثنا عبدالله، قال: حدثني أبي، حدثنا أبو صالح، عن مقاتل، عن محمد بن علي، عن ابن عباس، قال: إن أهل الجنة مائة وعشرون صفاً فأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثمانون صفاً، وسائر الأمم أربعون صفاً، وسابقوا الأمم ومقربوها أكثر من سابقي هذه الأمة ومقربيها.