ما أقسم الله باالكافرين في القرآن في غير هذه السورة قوله تعالى: ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ [آية: ١] نظيرها﴿ وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ ﴾[البروج: ٢]، قال: وكان أهل الجاهلية، إذا أراد الرجل أن يقسم قال: لا أقسم ﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ ﴾ [آية: ٢] يقول: أقسم: بالنفس الكافرة التي تلوم نفسها في الآخرة، فتقول:﴿ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾[الفجر: ٢٤]﴿ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ ﴾[الزمر: ٥٦]، يعني في أمر الله في الدنيا.﴿ أَيَحْسَبُ ﴾ هذا ﴿ ٱلإِنسَانُ ﴾ يعني عدي بن ربيعة بن أبى سلمة ختن الأخنس بن شريق، وكان حليفاً لبنى زهرة، فكفر بالبعث،" وذلك أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، حدثنى عن يوم القيامة متى يكون؟ وكيف أمرها وحالها؟ فأخبره النبى صلى الله عليه وسلم بذلك. فقال: لو عاينت ذلك اليوم سأؤمن بك، ثم قال: يا محمد، أو يجمع الله العظام يوم القيامة؟ قال: " نعم "، فاستهزأ منه "، فأنزل الله جل وعز ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [آية: ٣] يقول: أن لن نبعثه من بعد الموت، فأقسم الله تعالى أن يبعثه كما كان. ثم قال: ﴿ بَلَىٰ قَادِرِينَ ﴾ يعني كنا قادرين ﴿ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [آية: ٤] يعني أصابعه، يعني على أن نلحق الأصابع بالراحة ونسويه حتى نجعله مثل خف البعير، فلا ينتفع بها كما لا ينتفع البعير بها ما كان حياً، نزلت هذه الآية في عدي بن ربيعة والأخنس بن شريق، ثم قال: ﴿ بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ ﴾ يعني عدي بن ربيعة ﴿ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ [آية: ٥] يعني تقديم المعصية وتأخير التوبة يوماً بيوم يقول: سأتوب، حتى يموت على شر عمله، وقد أهلك أمامه ﴿ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ [آية: ٦] يعني يسأل عدي متى يوم القيامة؟ تكذيباً بها، فأخبر الله تعالى عن ذلك اليوم، فقال: ﴿ فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ ﴾ [آية: ٧] يقول: إذا شخص البصر، فلا يطوف مما يرى من العجائب التي يراها مما كان يكفر بها في الدنيا أنه غير كائن مثلها في سورة﴿ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ ﴾[ق: ١].


الصفحة التالية
Icon