﴿ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ﴾ [آية: ٣٥] يعني وعيداً على أثر وعيد، وذلك أن أبا جهل تهدد النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ تلابيب أبي جهل بالبطحاء، فدفع في صدره، فقال: ﴿ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ﴾ يعني أبا جهل حين تهدد النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل، فقال أبو جهل: إليك عني، فإنك لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بى شيئاً، لقد علمت قريش أنى أعز أهل البطحاء وأكرمها، فبأى ذلك تخوفني يا ابن أبي كبشة، ثم انسل ذاهباً إلى منزله، فذلك قوله: ﴿ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ ﴾ في التقديم. ثم قال: ﴿ أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [آية: ٣٦] يعني مهملاً لا يحاسب بعمله، يعني أبا جهل إلى آخر السورة، ثم قال: ﴿ أَلَمْ يَكُ ﴾ هذا الإنسان ﴿ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ ﴾ [آية: ٣٧] ﴿ ثُمَّ كَانَ ﴾ بعد النطفة ﴿ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴾ [آية: ٣٨] الله خلقه ﴿ فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ ﴾ [آية: ٣٩] ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ ﴾ يعني أما ذلك ﴿ بِقَادِرٍ ﴾ الذي بدأ خلق هذا الإنسان ﴿ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ ﴾ [آية: ٤٠] يعني بقادر على البعث بعد الموت.