﴿ دَرَجَاتٍ مِّنْهُ ﴾، يعني فضائل من الله فى الجنة سبعين درجة بين كل درجتين مسيرة سبعين سنة.
﴿ وَمَغْفِرَةً ﴾ لذنوبهم.
﴿ وَرَحْمَةً وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ [آية: ٩٦]، يعنى أبا لبابة، وأوس بن حزام، ووداعة بن ثعلب، وكعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة من بنى عمرو بن عوف، كلهم من الأنصار.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ﴾، يعنى ملك الموت وحده.
﴿ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ ﴾، وذلك أنه كان نفر أسلموا بمكة مع النبى صلى الله عليه وسلم، منهم الوليد بن الوليد بن المغيرة، وقيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاطه بن المغيرة، والوليد بن عقبة بن ربيعة بن عبد شمس، وعمرو بن أمية ابن سفيان بن أمية بن عبد شمس، والعلاء بن أمية بن خلف الجمحى. ثم إنهم أقاموا عن الهجرة، وخرجوا مع المشركين إلى قتال بدر، فلما رأوا قلة المؤمنين شكوا فى النبى صلى الله عليه وسلم، وقالوا: غر هؤلاء دينهم، وكان بعضهم نافق بمكة. فلما قتل هؤلاء ببدر.
﴿ قَالُواْ ﴾، أى قالت الملائكة لهم، وهو ملك الموت وحده: ﴿ فِيمَ كُنتُمْ ﴾؟ يقول: فى أى شىء كنتم.
﴿ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾، يعنى كنا مقهورين بأرض مكة لا نطيق أن نظهر الإيمان.
﴿ قَالْوۤاْ ﴾، أى قالت الملائكة لهم: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً ﴾ من الضيق، يعنى أرض الله المدينة.
﴿ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ﴾، يعنى إليها، ثم انقطع الكلام، فقال عز وجل: ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً ﴾ [آية: ٩٧]، يعنى وبئس المصير صاروا. ثم استثنى أهل العذر، فقال سبحانه: ﴿ إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ ﴾، فليس مأواهم جهنم.
﴿ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ﴾، يقول: ليس لهم سعة للخروج إلى المدينة.
﴿ وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ﴾ [آية: ٩٨]، يعنى ولا يعرفون طريقاً إلى المدينة.
﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ﴾، والعسى من الله واجب.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوّاً ﴾ عنهم ﴿ غَفُوراً ﴾ [آية: ٩٩]، فلا يعاقبهم لإقامتهم عن الهجرة فى عذر. فقال ابن عباس، رضى الله عنه: أنا يومئذ من الولدان، وأمى من النساء، فبعث النبى صلى الله عليه وسلم بهذه الآية إلى مسلمى مكة، فقال جندب بن حمزة الليثى، ثم الجندعى لبنيه: احملونى فإنى لست من المستضعفين، وإنى لهاد بالطريق ولو مت لنزلت فى الآية، وكان شيخاً كبيراً، فحمله بنوه على سريره متوجهاً إلى المدينة، فمات بالتنعيم، فبلغ أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم موته، فقالوا: لو لحق بنا لأتم الله أجره، فأراد الله عز وجل أن يعلمهم أنه لا يخيب من التمس رضاه، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾، يعنى فى طاعة الله إلى المدينة.
﴿ يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً ﴾، يعنى متحولاً عن الكفر.
﴿ وَسَعَةً ﴾ فى الرزق ﴿ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ [آية: ١٠٠].


الصفحة التالية
Icon