قوله سبحانه: ﴿ يَـۤأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ ﴾، يعنى محمداً صلى الله عليه وسلم.
﴿ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ﴾، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الإسلام، فأكثر الدعاء، فجعلوا يستهزئون ويقولون: أتريد يا محمد أن نتخذك حناناً كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم حناناً؟ فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم ذلك، سكت عنهم، فحرض الله، يعنى فحضض الله عز وجل النبى صلى الله عليه وسلم على الدعاء إلى الله عز وجل، وألا يمنعه ذلك تكذيبهم إياه واستهزاؤهم، فقال: ﴿ يَـۤأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ﴾ ﴿ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ ﴾، يعنى من اليهود، فلا تقتل.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾ [آية: ٦٧]، يعنى اليهود،" فلما نزلت هذه الآية، أمن النبى صلى الله عليه وسلم من القتل، والخوف، فقال: " لا أبالى من خذلنى ومن نصرنى "، وذلك أنه كان يخشى أن تغتاله اليهود فتقتله. ثم أخبره ماذا يبلغ، فقال تعالى: ﴿ قُلْ يَـۤأَهْلَ ٱلْكِتَابِ ﴾، يعنى اليهود والنصارى.
﴿ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ﴾ من أمر الدين.
﴿ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ ﴾، يقول: حتى تتلوهما حق تلاوتهما كما أنزلهما الله عز وجل.
﴿ وَ ﴾ تقيموا ﴿ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾ من أمر محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تحرفوه عن مواضعه، فهذا الذى أمر الله عز وجل أن يبلغ أهل الكتاب.
﴿ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ﴾، يعنى ما فى القرآن من أمر الرجم والدماء.
﴿ طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾، يعنى وجحوداً بالقرآن.
﴿ فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ﴾، يعنى فلا تحزن يا محمد صلى الله عليه وسلم على القوم ﴿ ٱلْكَافِرِينَ ﴾ [آية: ٦٨]، يعنى أهل الكتاب إذ كذبوك بما تقول.


الصفحة التالية
Icon