يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا ﴾ من شدة أو رخاء.
﴿ هُوَ مَوْلاَنَا ﴾، يعني ولينا.
﴿ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آية: ٥١]، يعنى بالله فليثق الواثقون.﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ ﴾، إما الفتح والغنيمة في الدنيا، وإما شهادة فيها الجنة في الآخرة والرزق.
﴿ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ ﴾ العذاب والقتل.
﴿ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ ﴾ عذاب ﴿ بِأَيْدِينَا ﴾ فنقتلكم.
﴿ فَتَرَبَّصُوۤاْ ﴾ بناالشر.
﴿ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ ﴾ [آية: ٥٢] بكم العذاب.﴿ قُلْ ﴾ يا محمد للمنافقين: ﴿ أَنفِقُواْ طَوْعاً ﴾ من قبل أنفسكم.
﴿ أَوْ كَرْهاً ﴾ مخافة القتل.
﴿ لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ﴾ النفقة.
﴿ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾ [آية: ٥٣]، يعني عصاة.﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ ﴾ بالتوحيد ﴿ وَ ﴾ كفروا ﴿ وَبِرَسُولِهِ ﴾ بمحمد صلى الله عليه وسلم أنه ليس برسول.
﴿ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ ﴾، يعني متثاقلين ولا يرونها واجبة عليهم.
﴿ وَلاَ يُنفِقُونَ ﴾، يعني المنافقين الأموال.
﴿ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [آية: ٥٤] غير محتسبين.﴿ فَلاَ تُعْجِبْكَ ﴾ يا محمد ﴿ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ ﴾، يعني المنافقين: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ بما يلقون في جمعها من المشقة، وفيها من المصائب.
﴿ وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ ﴾، يعني ويريد أن تذهب أنفسهم على الكفر فيميتهم كفاراً، فذلك قوله: ﴿ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [آية: ٥٥] بتوحيد الله ومصيرهم إلى النار.﴿ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ ﴾ يعنيهم.
﴿ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ ﴾ معشر المؤمنين على دينكم، يقول الله: ﴿ وَمَا هُم مِّنكُمْ ﴾ على دينكم.
﴿ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴾ [آية: ٥٦] القتل فيظهرون الإيمان. ثم أخبر عنهم، فقال: ﴿ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً ﴾، يعني حرزاً يلجأون إليه.
﴿ أَوْ مَغَارَاتٍ ﴾، يعني الغيران في الجبال.
﴿ أَوْ مُدَّخَلاً ﴾، يعني سرباً في الأرض.
﴿ لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ ﴾ وتركوك يا محمد.
﴿ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴾ [آية: ٥٧]، يعني يستبقون إلى الحرز.﴿ وَمِنْهُمْ ﴾، يعني المنافقين.
﴿ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ ﴾، يعني يطعن عليك، نظيرها:﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾[الهمزة: ١]، وذلك" أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الصدقة، وأعطى بعض المنافقين، ومنع بعضاً، وتعرض له أبو الخواص، فلم يعطه شيئاً، فقال أبو الخواص: ألا ترون إلى صاحبكم، وإنما يقسم صدقاتكم في رعاء الغنم، وهو يزعم أنه يعدل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا أبا لك، أما كان موسى راعياً، أما كان داود راعياً "، فذهب أبو الخواص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " احذروا هذا وأصحابه، فإنهم منافقون " "، فأنزل الله: ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴾، يعني يطعن عليك بأنك لم تعدل في القسمة.
﴿ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ [آية: ٥٨].
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ﴾، يعني ما أعطاهم.
﴿ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ ﴾ يعني سيغنينا الله ﴿ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ﴾، فيها تقديم.
﴿ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [آية: ٥٩].