ضرب مثلاً آخر، فقال: ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ ﴾، يعني القرآن نزل في عمار بن ياسر.
﴿ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ﴾ عن القرآن لا يؤمن بما أنزل من القرآن، فهو أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي لا يستويان هذان، وليسا بسواء، ثم قال: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ ﴾ في هذا الأمر ﴿ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ ﴾ [آية: ١٩]، يعني عمار بن ياسر، يعني أهل اللب والعقل، نظيرها في الزمر:﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾[الزمر: ٩]، نزلت في عمار، وأبي حذيفة بن المغيرة الاثنين جميعاً. ثم نعت الله أهل اللب، فقال: ﴿ ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ﴾ في التوحيد.
﴿ وَلاَ يِنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ ﴾ [آية: ٢٠] الذي أخذ الله عليهم على عهد آدم، عليه السلام، ويقال: هم مؤمنو أهل الكتاب.﴿ وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ ﴾، من إيمان بمحمد صلى الله علهي وسلم والنبيين والكتب كلها.
﴿ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ﴾ في ترك الصلة.
﴿ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ﴾ [آية: ٢١]، يعني شدة الحساب حين لا يتجاوز عن شىء من ذنوبهم.﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ﴾ على ما أمر الله، نزلت في المهاجرين والأنصار.
﴿ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾ من الأموال.
﴿ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ ﴾، يعني ويدفعون.
﴿ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ ﴾ إذا أذاهم كفار مكة، فيردون عليهم معروفاً.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ ﴾ [آية: ٢٢]، يعني عاقبة الدار. فقال: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ ﴾، يعني ومن آمن بالتوحيد بعد هؤلاء.
﴿ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ﴾ يدخلون عليهم أيضاً، معهم جنات عدن، نظيرها في حم المؤمن، ثم قال: ﴿ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ ﴾ [آية: ٢٣] على مقدار أيام الدنيا ثلاثة عشرة مرة، معهم التحف من الله تعالى، من جنة عدن ما ليس في جناتهم، من كل باب. فقالوا لهم: ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ﴾ في الدنيا على أمر الله.
﴿ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ ﴾ [آية: ٢٤]، يثني الله على الجنة عقبى الدار، عاقبة حسناهم دار الجنة.


الصفحة التالية
Icon