﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ١٦] كقوله سبحانه:﴿ فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ ﴾[طه: ٤٧]، يعنى نفسه وهارون، رسولا ربك لقول فرعون: أنا الرب والإله، ثم انقطع الكلام. ثم انطلق موسى صلى الله عليه وسلم إلى مصر وهارون بمصر، فأنطلقا كلاهما إلى فرعون، فلم يأذن لهما سنة فى الدخول، فلما دخلا عليه، قال موسى لفرعون: ﴿ أنَّا ﴾، يعنى نفسه وهارون، عليه السلام.
﴿ رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾.
﴿ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ﴾ [آية: ١٧] إلى أرض فلسطين لا تستعبدهم، فعرف فرعون موسى، لأنه رباه فى بيته، فلما قتل موسى، عليه السلام، النفس هرب من مصر، فلما أتاه ﴿ قَالَ ﴾ فرعون له: ﴿ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً ﴾ يعنى صبياً ﴿ وَلَبِثْتَ فِينَا ﴾ يعنى عندنا ﴿ مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴾ [آية: ١٨] يعنى ثلاثين سنة.﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾ [آية: ١٩] ﴿ قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ ﴾ [آية: ٢٠] يعنى من الجاهلين، وهى قراءة ابن مسعود: " فعلتها إذا وأنا من الجاهلين ". ﴿ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ ﴾ إلى مدين ﴿ لَمَّا خِفْتُكُمْ ﴾ أن تقتلون ﴿ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً ﴾ يعنى العلم والفهم ﴿ وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ [آية: ٢١] إليكم. ثم قال لفرعون: ﴿ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ ﴾ يا فرعون تمن على بإحسانك إلى خاصة فيما زعمت، وتنسى إساءتك ﴿ أَنْ عَبَّدتَّ ﴾ يقول: استعبدت ﴿ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [آية: ٢٢] فاتخذهم عبيداً لقومك القبط، وكان فرعون قد قهرهم أربع مائة وثلاثين سنة، ويقال: وأربعين سنة، وإنما كانت بنو إسرائيل بمصر حين أتاها يعقوب وبنوه وحشمه، حين أتوا يوسف.﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ ﴾ لموسى: ﴿ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ٢٣] منكراً له. ﴿ قَالَ ﴾ موسى: ﴿ رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ ﴾ من العجائب ﴿ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ ﴾ [آية: ٢٤] بتوحيد الله عز وجل: ﴿ قَالَ ﴾ فرعون ﴿ لِمَنْ حَوْلَهُ ﴾ يعنى الأشراف، وكان حوله خمسون ومائة من أشرافهم أصحاب الأثرة: ﴿ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ ﴾ [آية: ٢٥] إلى قول هذا، يعنى موسى ﴿ قَالَ ﴾ موسى: هو ﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ [آية: ٢٦].


الصفحة التالية
Icon