﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا نَكَحْتُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتِ ﴾ يعنى إذا تزوجتم المصدقات بتوحيد الله ﴿ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ﴾ يعنى من قبل أن تجامعوهن ﴿ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ﴾ إن شاءت تزوجت من يومها ﴿ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ﴾ [آية: ٤٩] يعنى حسناً فى غير ضرار.﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ﴾ يعنى النساء التسع ﴿ ٱللاَّتِيۤ آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَ ﴾ أحللنا لك ﴿ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ﴾ يعنى بالولاية: مارية القبطية أم إبراهيم، وريحانة بن عمرو اليهودى، وكانت سبيت من اليهود ﴿ مِمَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ وَ ﴾ أحللنا لك ﴿ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ ٱللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ﴾ إلى المدينة إضمار فإن كانت لم تهاجر إلى المدينة فلا يحل تزويجها. ثم قال تعالى: ﴿ وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا ﴾ يعنى أن يتزوجها بغير مهر، وهى أم شريك بنت جابر بن ضباب بن حجر من بنى عامر بن لؤى، وكانت تحت أبى الفكر الأزدى، وولدت له غلامين شريكاً ومسلماً، ويذكرون أنه نزل عليها دلو من السماء فشربت منه، ثم توفى عنها زوجها أبو الفكر، فوهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم، فلم يقبلها، ولو فعله لكان له خاصة دون المؤمنين. فإن وهبت امرأة يهودية أو نصرانية أو أعرابية نفسها فإنه لا يحل للنبى صلى الله عليه وسلم أ، يتزوجها، ثم قال: ﴿ خَالِصَةً لَّكَ ﴾ الهبة يعنى خاصة لك، يا محمد ﴿ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ لا تحل هبة المرأة نفسها بغير مهر لغيرك من المؤمنين، وكانت أم شريك قبل أن تهب نفسها بغير للنبى صلى الله عليه وسلم امرأة أبى الفكر الأزدى، ثم الدوسى من رهط أبى هريرة. ثم أخبر الله عن المؤمنين، فقال: ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ ﴾ يعنى ما أوجبنا على المؤمنين ﴿ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ ﴾ ألا يتزوجوا إلا أربع نسوة بمهر وبينة ﴿ وَ ﴾ أحللنا لهم ﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾ يعنى جماع الولاية ﴿ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ ﴾ يا محمد ﴿ حَرَجٌ ﴾ فى الهبة بغير مهر فيها تقديم ﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ [آية: ٥٠] غفوراً فى التزويج بغير مهر للنبى صلى الله عليه وسلم رحيماً فى تحليل ذلك له.