قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾؛ أي أجابَهُ صاحبه المسلمُ مُنكراً بما قالَ وهو يخاطبهُ: ﴿ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ﴾؛ أي بالذي خلقَ أصْلَكَ من ترابٍ؛ ﴿ ثُمَّ ﴾؛ خَلَقَكَ؛ ﴿ مِن نُّطْفَةٍ ﴾؛ أبيْكَ؛ ﴿ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً ﴾؛ أي أكْمَلكَ وجعلَكَ معتدلَ الخلقِ والقامَة، وجعلكَ بشراً سويّاً. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي ﴾؛ معناهُ: أمَّا أنا فلا أكفرُ بربي، لكن هو اللهُ ربي؛ تقديرهُ: لَكِنْ أنَا هو اللهُ ربي، وَقِيْلَ: فيه تقديمٌ وتأخير تقديرهُ: لكنَّ اللهَ هو ربي؛ أعلَمَ بذلك أخاهُ الكافر بأنه مُوَحِّدٌ مسلمٌ. ومن قرأ: (لَّكِنَّا) فالمعنى لكِنْ أنا؛ إلاَّ أنهُ حُذفت الهمزةُ، وأُبقيت حركتها على السَّاكن الذي قبلَها، فالتقى نُونانِ فأُدغمت إحداهُما في الأُخرى. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ﴾؛ ظاهرُ المرادِ.


الصفحة التالية
Icon