قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ ﴾؛ فيه تقريعٌ لليهودِ والنصارَى، فإنَّهم ما اختلَفُوا في أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلاَّ من بعدِ ما جاءَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالقرآنِ والمعجزات.
﴿ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾؛ أي ما أُمرِ هؤلاءِ الذين سبقَ ذِكرُهم من اليهودِ والمشركين في جميعِ كُتب اللهِ إلاّ أنْ يعبُدوا اللهَ.
﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ﴾؛ في دينِهم؛ ﴿ حُنَفَآءَ ﴾؛ مائِلين عن كلِّ دينٍ سِوَى الإسلام؛ وَأنْ؛ ﴿ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ ﴾؛ بحقوقِها في مواقيتها، وَأنْ؛ ﴿ وَيُؤْتُواْ ﴾؛ يُعطوا؛ ﴿ ٱلزَّكَاةَ ﴾؛ المفروضةَ.
﴿ وَذَلِكَ دِينُ ﴾؛ اللهِ ﴿ ٱلقَيِّمَةِ ﴾؛ أي المستقيمةِ.